نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 484
بنو عمّه دنيا، وعمرو بن عامر ... أولئك قوم بأسهم غير كاذب [1]
إذا ما غزوا بالجيش حلّق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب [2]
جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أوّل غالب [3]
تراهنّ خلف القوم خزرا عيونها ... جلوس الشّيوخ في مسوك الأرانب [4]
والأصمعي يروي: «جلوس الشيوخ في ثياب المرانب» .
وسباع الطير كذلك في اتباع العساكر. وأنا أرى ذلك من الطمع في القتلى، وفي الرّذايا والحسرى، أو في الجهيض وما يجرح.
وقد قال النّابغة [5] : [من الطويل]
سماما تباري الرّيح خصوما عيونها ... لهنّ رذايا بالطّريق ودائع [6]
وقال الشاعر [7] : [من الطويل]
يشقّ سماحيق السّلا عن جنينها ... أخو قفرة بادي السّغابة أطحل [8]
وقال حميد بن ثور في صفة ذئب [9] : [من الطويل]
إذا ما بدا يوما رأيت غياية ... من الطير ينظرن الذي هو صانع [10]
لأنّه لا محالة حين يسعى وهو جائع، سوف يقع على سبع أضعف منه أو على بهيمة ليس دونها مانع.
[1] دنيا: أراد الأدنين في النسب.
[2] العصائب: الجماعات.
[3] جوانح: مائلات للوقوع على القتلى في المعركة.
[4] خزرا عيونها: أي تنظر بمآخير أعينها. المسوك: جمع مسك، وهو الجلد. [5] ديوان النابغة الذبياني 36، والتاج (سمم) ، والعين 7/207.
[6] السمام: طيور تشبه السمانى، شديدة الطيران، شبه الإبل بها في سرعتها. تباري الريح: تعارضها لسرعتها. خوصا عيونها: أي غائرة العيون من الجهد والعناء. الرذايا: الساقطة المعيية التي لا تنبعث، فأخذت رحالها عنها وتركت. ودائع: قد استودعت الطريق، أي تركت فيه لإعيائها. [7] البيت للأخطل في ديوانه 14.
[8] السمحاق: ما خرج على وجه الوليد من السلا. السلا: غشاوة رقيقة. أخو قفرة: الذئب. السغابة:
الجوع. الأطحل: الأكدر اللون كلون الطحال. [9] البيت لحميد بن ثور في ديوانه 106، والحماسة البصرية 2/338، وبلا نسبة في أساس البلاغة (ظلل) .
[10] غياية تكون من الطير الذي يغيي على رأسك أي يرفرف.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 484