responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 6  صفحه : 476
وبلدة لا ترام خائفة ... زوراء مغبّرة جوانبها [1]
تسمع للجنّ عازفين بها ... تصيح من رهبة ثعالبها [2]
كلّفتها عرمسا عذافرة ... ذات هباب فعما مناكبها [3]
تراقب المحصد الممرّ إذا ... هاجرة لم تقل جنادبها [4]
والذي عندي أنّ زهيرا قد وصف الثّعلب بشدّة القلب، لأنهم إذا هوّلوا بذكر الظّلمة الوحشيّة والغيلان، لم يذكروا إلّا فزع من لا يكاد يفزع، لأنّ الشاعر قد وصف نفسه بالجراءة على قطع هذه الأرض في هذه الحال.
وفي استنذاله وجبنه قالت أمّ سالم لابنها معمر: [من الطويل]
أرى معمرا لا زيّن الله معمرا ... ولا زانه من زائر يتقرّب
أعاديتنا عاداك عزّ وذلّة ... كأنك في السّربال إذ جئت ثعلب
فلم تر عيني زائرا مثل معمر ... أحقّ بأن يجنى عليه ويضرب
وقال عقيل بن علفة: [من الطويل]
تأمّل لما قد نال أمّك هجرس ... فإنّك عبد يا زميل ذليل
وإني متى أضربك بالسّيف ضربة ... أصبّح بني عمرو وأنت قتيل
الهجرس: ولد الثّعلب. قال: وكيف يصطاد وهو على هذه الصّفة؟
فأنشد شعر ابن ميّادة [5] : [من الطويل]
ألم تر أنّ الوحش يخدع مرّة ... ويخدع أحيانا فيصطاد نورها
بلى، وضواري الصّيد تخفق مرّة ... وإن فرهت عقبانها ونسورها [6]

[1] في ديوانه: «لا ترام: لا يقدر عليها. خائفة: ذات خوف، كقولك: عيشة راضية: ذات رضا.
زروراء: ليس طريقها بمستقيم، ولا هي على القصد. مغبرة: من الجدب. جوانبها: نواحيها» .
[2] في ديوانه: «أي: تسمع لهم مثل العزف، أي: صوت المزمار والطبل من بعيد» .
[3] في ديوانه: «عذافرة: ضخمة شديدة الخلق. عرمسا: ناقة شديدة. ذات هباب: أي ذات نشاط.
فعما: ممتلئا. يريد ضخمة المناكب» .
[4] في ديوانه: «تراقب: ترقب السوط بشق عينها، من الخوف أن تضرب به. المحصد: الشديد الفتل، يعني السوط. الممر: المفتول. لم تقل: من القائلة، يريد من شدة الحر، والجندب هو راجل الجراد الذي ليس له جناحان يطير بهما» .
[5] ديوان ابن ميادة 129.
[6] النور: جمع نوار، وهي النّفر من الظباء والوحوش وغيرها.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 6  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست