نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 411
ما زلت أطوي الجنّ أسمع حسّهم ... حتّى دفعت إلى ربيبة هودج
فوضعت كفّي عند مقطع خصرها ... فتنفّست بهرا ولمّا تنهج [1]
فتناولت رأسي لتعرف مسّه ... بمخضّب الأطراف غير مشنّج [2]
قالت بعيش أخي وحرمة والدي ... لأنبّهنّ الحيّ إن لم تخرج
فخرجت خيفة قومها فتبسّمت ... فعلمت أنّ يمينها لم تلجج [3]
فلثمت فاها قابضا بقرونها ... شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج [4]
وأنشدني آخر [5] : [من الطويل]
ذهبتم فعذتم بالأمير وقلتم ... تركنا أحاديثا ولحما موضّعا [6]
فما زادني إلّا سناء ورفعة ... ولا زادكم في القوم إلّا تخشّعا
فما نفرت جنّي ولا فلّ مبردي ... وما أصبحت طيري من الخوف وقّعا [7]
وقال حسّان بن ثابت، في معنى قوله [8] : «ولله لأضربنّه حتّى أنزع من رأسه شيطانه» ، فقال [9] : [من المتقارب]
وداوية سبسب سملق ... من البيد تعزف جنّانها [10]
قطعت بعيرانة كالفني ... ق يمرح في الآل شيطانها [11]
فجمع في هذا البيت تثبيت عزيف الجن، وأنّ المراح والنشاط والخيلاء والغرب [12] هو شيطانها.
[1] البهر: انقطاع النفس من الإعياء، تنهج: تواتر نفسها من شدة الحركة.
[2] المشنج: المتقبض.
[3] اللجج: التمادي والإصرار.
[4] القرون: الضفائر من الشعر. النزيف: الذي عطش حتى جف لسانه ويبست عروقه. الحشرج: الماء الجاري على الحجارة. [5] الأبيات لموسى بن جابر الحنفي في شرح ديوان الحماسة للتبريزي 1/140، والثالث في اللسان (جنن) ، والتاج (وقع) .
[6] الموضّع: المنضد بعضه على بعض، أي هم كاللحم المنضد يطمع فيه الناس.
[7] أراد بالجن: القلب، وبالمبرد: اللسان. [8] هذا القول لعمر بن خطاب كما سيأتي ص 416. [9] ديوان حسان بن ثابت 1/239 (دار صادر) ، ولم يرد البيتان في ديوان حسان (طبعة الصاوي) .
[10] الداوية: الفلاة الواسعة. السبسب: القفر البعيدة. السملق: المستوية الجرداء. عزيف الجن:
أصواتها.
[11] العيرانة: النشيطة من الإبل. الفنيق: الفحل المكرم من الإبل. الآل: السراب. [12] الغرب: الحدة والنشاط.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 6 صفحه : 411