responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 313
مَا أمرتُك بِهِ؟ قَالَ: نعم، وَمَا لَمْ تَأْمُرنِي، حَتَّى وقف بَيْنَ يَدَيْهِ وَسلم، ثُمّ نزل وحدَّث الحَجَّاج بِمَا صنع وَمَا عاين من الْقَوْم، فَلَمَّا فرغ من حَدِيثه زَبَرَهُ الحَجَّاج وانتهره، وقَالَ لَهُ الحَجَّاج: انْصَرف فَانْصَرف، فَبينا هُوَ فِي رَحْله إِذْ أقبل فَراشون يسْأَلُون عَنِ الْجراح، مَعَهم رُواق وفرشٌ وَجَارِيَة وَكِسْوَة، فدلوا عَلَى رَحْله، فَلم يكلموه حَتَّى ضربوا لَهُ الرواق وفرشوا لَهُ فرشًا واقعدوا فِيهِ الْجَارِيَة، ثُمّ أَتَوْهُ فَقَالُوا: انهض إِلَى صلَة الْأَمِير وكرامته، فَلم يزل الْجراح بعْدهَا يَعْلُو ويرتفع حَتَّى وُلّي أرمينية فاستشهد، قتلته الخَزَرُ.
قَالَ أَبُو حَاتِم: الجَرَّاح مَوْلَى مسكان أبي هانىء أَي أَبِي نواس، وَذَلِكَ عني أَبُو نواس بقوله حَيْثُ يَقُولُ:
يَا شَقِيقَ النَّفْسِ من حَكَمِ ... نِمْتَ عَنْ لَيْليِ وَلَم أَنَمِ
معنى البئيس واللبان
قَالَ القَاضِي: فِي هَذَا الْخَبَر: فاطلُب لي من أَصْحَابك رَجُلا جَليدًا بَئِيسًا، البئيس: الشجاع الشَّديد فِي الْحَرْب، وَهُوَ من الْبَأْس، والبأس: الْحَرْب قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ فِي البئيس:
وَمَعِي لبوسٌ للبئيس كأنَّها ... قرنٌ بجبهة ذِي نعاج مجفل
من قَول اللَّه عَزَّ وَجَلّ: " بعذابٍ بئيسٍ " مَعْنَاهُ: شَدِيد، وَقَول الرَّاوِي فِي هَذَا الْخَبَر: وَالرَّأْس منوطٌ فِي لِبَان فرسه، اللبان: الصَّدْر قَالَ عنترة:
يَدْعُون عَنْتَرَ والرِّمَاحُ كأَنَّها ... أشْطَانُ بئرٍ فِي لِبَانِ الأَدْهَمِ
مَا زلتُ أرْميهم بثُغْرةِ نَحْره ... ولِبَانِهِ حَتَّى تَسَرْبَلَ بالدَّم
فازْوَرَّ من وَقع القنا بِلبانِهِ ... وشكا إليّ بعبرةٍ وتَحَمْحُمِ
وأمّا اللُّبَان بِالضَّمِّ فَهُوَ الْكُنْدر، واللُّبَانة: الْحَاجة، قَالَ لبيد:
قض اللُّبَانة لَا أبالك واذهب ... والحقْ بأسْرتك الْكِرام الْغُيّبِ
فَأَما اللِّبان بِالْكَسْرِ فَهُوَ مَا يدر بِهِ ثدي النّساء، ويُقَالُ لَهُ: مِنْهُنَّ اللبان وَمن غَيْرهنَّ من إناث الْحَيَوَان: لبن، قَالَ الْأَعْشَى:
رَضِيَعيْ لبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَقَاسَما ... بأسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لَا نَتَفَرَّقُ
وقَالَ بعض الْعَرَب:
دَعَتْنِي أَخَاهَا أُمُّ عمروٍ وَلَم أكُنْ ... أَخَاهَا وَلَم أَرْضَعْ لَهَا بِلِبَانِ
وَقَدْ كثر اسْتِعْمَال النّاس لفظ اللَّبن فِي اللبان، واستفاض فِي الْآثَار، وَكَلَام فُقَهَاء السَّلَف وَالْخلف ومنطق الْخَاصَّة والعامة، وَأنْكرهُ بعض أَهْل اللُّغَة.

الحَجَّاج يكثر الْخَيْر فِي الْبيُوت
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن الْقَاسِم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي سَعْد، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيّ بْن الْحَسَن، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد، عَنِ الْهَيْثَم بْن الرَّبِيع، قَالَ: قَالَ الْحجَّاج: إِنِّي لَا

نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست