responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 163
ومَا زَالَتِ الكَأسَ تَغْتَالُنَا ... وتَذْهَبُ بالأوَّلِ الأوَّلِ
وَقَالَ الْأَعْشَى:
وكأسٍ شربتُ عَلَى لَذَّة ... وَأُخْرَى تداويتُ مِنْها بهَا
وَقَالَ آخر:
ومَنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطَةً يمت هَرَمَا ... الْمَوْت كأسٌ والمرءُ ذَائِقُها
العبطة: أَن يَمُوت الرَّجُل من غَيْر عِلّة، وَمن هَذَا قَوْلهم: دمٌ عبيط إِذَا كَانَ طريًا قَدْ خَرَجَ من جسم صَحِيح، وَقَالَ أَبُو حَاتِم السِّجِسْتانيّ: لَا يُقَالُ للْمَوْت كأس، قَالَ القَاضِي: وَهَذَا خطأ مِنْهُ، قَدْ يُضَاف الكأس إِلَى الْمنية، وَقد تُوصَف الْمنية بِأَنَّهَا كأس كَمَا تُوصَف بِأَنَّهَا رَحَى، ويضاف إِلَيْهَا الرّحى فَيُقَال: الْمنية رحى دَائِرَة عَلَى الْخلق، وللمنية عَلَى النّاس رَحَى دَائِرَة، وللموت كأسٌ مرّة، وَالْمَوْت كأس كريهة، وَيُقَال شرب فلَان كأس الْمنية، فيضاف الكأس إِلَيْهَا، قَالَ مهلهل:
مَا أُرَجِّي العيشَ بَعْدَ نَدَامَي ... قَدْ أَرَاهُمُ سُقُوا بكأس حَلاقِ
أَي بكأس الْمنية، لِأَن حلاق من أَسمَاء الْمنية بِمَنْزِلَة حَذَام وقطام، وَرَوَاهُ بكأس خلاق بِالْخَاءِ فَقَالَ: يَعْنِي بكأس تصيبهم من الْمَوْت وَهَذَا أَكثر وَأشهر من أَن يخيل عَلَى عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ، وأعجب بذهابه عَلَى أبي حَاتِم مَعَ سَعَة مَعْرفَته، وَلَكنهُمْ بِشْر وَأَنِّي إِنْسَان يُحِيط بِالْعلمِ كُله وَلَا يخفى عَلَيْهِ شَيْءٍ من جَلِيِّه فضلا عَنْ غامضه وخَفيِّه، وَقد قَالَ الشَّاعِر فِي هَذَا الْمَعْنى:
أَيْنَ الْقُرُون الَّتِي عَنْ حَظِّها غَفلَتْ ... حَتَّى سَقَاها بكأسِ المَوْت سَاقِيها
وَقَالَ السِّجِسْتانيّ: فِي الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الْمَوْت إنّما هُوَ الْمَوْت كأس، قَالَ: وَقطع ألف الْوَصْل لِأَنَّهَا فِي مُبْتَدأ النّصْف الثَّانِي وَهَذَا يحْتَمل، وَقَالَ: أنشدناه الْأَصْمَعِي لبَعض الْخَوَارِج، وَقَالَ: لَيْسَ لأمية بْن أبي الصَّلْت، قَالَ القَاضِي: وَقد رَوَت الروَاة هَذَا الشّعْر لأمية بْن أبي الصَّلْت وأمّا الْمَعْنى الَّذِي ذكره السِّجِسْتانيّ من تَجْوِيز قطع ألف الْوَصْل فقد جَاءَ فِي الشّعْر كثيرا كَقَوْل الشَّاعِر:
بأبِي امرؤٌ الشَّام بَيْني وبَيْنَه ... أَتَتْنِي ببِشْر بُرْدُه ورَسَائِلُه
وَقَالَ آخر:
إِذَا جَاوز الْإِثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ ... بِبَثٍّ وتَكْثِيِر الْوُشَاةِ قَمِينُ
وَقَالَ آخر:
أَلا لَا أرى إثْنَين أَحْسَنَ شِيمَةً ... عَلَى حِدْثان الدَّهْر مِنِّي ومِنْ جُمْل
وَأحسن هَذَا الْبَاب مَا كَانَ فِي الْأَوَائِل والأركان والأنصاف قَالَ حسان:
لتسْمَعُنَّ وشيكًا فِي ديارِهِمُ ... اللَّه أكبر يَا ثَارَاتِ عثمانا

الْقُضاة فِي نظر أبي يُوسُف
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن زِيَاد الْمقري، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَن الحَرَّانيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عليّ بْن الْجَعْد، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُف القَاضِي يَقُولُ: مَا وُلّي الْقَضَاء أحد أفقه فِي

نام کتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي نویسنده : ابن طرار، أبو الفرج    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست