نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 8 صفحه : 278
[بداية الباب الثالث والأربعون]
(الباب الثالث والأربعون ما جاء في الكناية والتعريض والأحاجي والمعاياة والتّورية واستطراد الشعراء) «779» - الكنايات لها مواضع. فأحسنها العدول عن الكلام الدّون إلى ما يدلّ على معناه في لفظ أبهى ومعنى أجلّ، فيجيء أقوى وأفخم في النفس؛ ومنه اشتقّت الكنية، وهو أن يعظّم الرجل فلا يدعى باسمه، أو وقعت على ضربين: لمن لا ولد له على سبيل التفاؤل أن يكون له ولد يدعى باسمه، أو على حقيقة أو يكنى باسم ابنه صيانة لاسمه. وقيل في قوله تعالى: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً
(طه: 44) كناية.
«780» - فمن الكنية بغير الولد قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في عليّ عليه السلام: أبو تراب، وذلك أنّه نام في غزوة ذي العشيرة. فذهب به النوم، فجاءه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو متمرّغ في البوغاء، فقال:
اجلس أبا تراب. وكانت من أحبّ أسمائه إليه.
«781» - وممّا يدلّ على إرادتهم التبجيل بالكنية قول البحتريّ: [من الخفيف]
يتشاغفن بالصغير المسمّى ... موضعات وبالجليل المكنّى
«782» - وقال ابن الرومي: [من الطويل]
بكت شجوها الدنيا فلما تبيّنت ... مكانك منها استبشرت وتثّنت
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 8 صفحه : 278