responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 6  صفحه : 260
الله عنه، فأرسلت إلى أزفلة «1» من الناس، فلما حضروا سدلت «2» أستارها، وعلت وسادها، ثم دنت فحمدت الله عزّ وجلّ وأثنت عليه وصلّت على نبيّه صلّى الله عليه وعذلت وقرّعت وقالت: أبي وما أبي «3» ! أبي والله لا تعطوه الأيدي، ذاك طود «4» منيف وظلّ مديد، هيهات هيهات، كذبت الظنون، أنجح والله إذ أكديتم وسبق إذ ونيتم: [من البسيط]
سبق الجواد إذا استولى على الأمد «5»
فتى قريش ناشئا، وكهفها كهلا، يريش مملقها، ويفكّ عانيها، ويرأب شعبها «6» ، حتى حلّته قلوبها، ثم استشرى في دينه، فما برحت شكيمته في ذات الله حتى بنى «7» بفنائه مسجدا يحيي فيه ما أمات المبطلون. وكان رحمة الله عليه «8» غزير الدمعة وقيذ الجوانح شجيّ النشيج، فانغضت «9» إليه نسوان مكة وولدانها يسخرون منه ويستهزئون به، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ
(البقرة: 15) . وأكبرت ذلك رجالات قريش، فحنت له قسيّها، وفوّقت له سهامها، وانتتلوه «10» غرضا، فما فلّوا له صفاة ولا قصفوا له قناة، ومرّ على سيسائه «11» ، حتى إذا ضرب الدين بجرانه، وألقى

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 6  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست