responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 101
ثم أرم طويلا ثم قال: من منكم له مال فاياه والفساد، فإن إعطاء المال في غير حلّه [1] تبذير وإسراف وفساد، وهو يرفع ذكر صاحبه ويضعه عند الله عزّ وجلّ، ولن يضع امرؤ ماله في غير حقّه وعند غير أهله إلا حرمه الله تعالى شكرهم، وكان لغيره ودّهم، فإن بقي معه منهم من [يبدي له] الود ويظهر له الشكر فإنما هو ملق وكذب «2» ، فإن زلّت بصاحبه النّعل واحتاج إلى معونته ومكافأته فشرّ خليل والأم خدين، فمن «3» آتاه الله مالا فليصل به القرابة وليحسن فيه الضيافة، وليفكّ به العاني والأسير، وليعط منه الغارم وابن السبيل والفقراء والمجاهدين، وليصبر نفسه على الحقوق ابتغاء الثواب، فإنه ينال بهذه الخصال مكارم الدنيا وفضائل الآخرة، إن شاء الله.
[184]- وقال: يوشك أن يفقد الناس ثلاثة: درهم حلال، ولسان صادق، وأخ يستراح إليه.
[185]- وكان الحسن بن علي عليهما السلام يقول في مواعظه: يا ابن آدم عفّ عن محارم الله تكن عابدا، وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنيا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وصاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك بمثله تكن عدلا. إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا، ويبنون مشيدا، ويأملون بعيدا، أصبح جمعهم بورا، وعملهم غرورا، ومساكنهم قبورا، يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع. وكان يتلو بعد هذه الموعظة: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى
(البقرة: 197) .

[184] تذكرة الخواص: 136.
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست