responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحرير الأدبي نویسنده : حسين على محمد    جلد : 1  صفحه : 218
والحقيقة: أن هذه النفوس تسيء إلى المسلمين وإلى صورة وحقيقة الإسلام[1]. وهي تعطي شعوب العالم صورة خادعة عن الإسلام، لأن الذين يقومون بتلك الأعمال والجرائم، إنما ينتمون إلى الإسلام اسما، ولكن حقيقة الإسلام بعيدة عن أي عنف أو عدوان، دون وجه حق، ولعل هذا هو ما يدفع المضللين في الدول الغربية للحديث عما يسمونه "الإرهاب الإسلامي" ويستخدمون ما يقع في بعض الدول العربية والإسلامية دليلًا على ما يذهبون إليه، في حين أن الواقع الإسلامي بعيد عن ذلك. ولا يعبر هذا الأسلوب الغوغائي عن حقيقة الحضارة الإسلامية، وما يزرعه الإسلام في نفوس أتباعه من أخلاق الرحمة والتسامح، وتأكيده النهي عن القتل دون وجه حق. ومن المؤكد أن ما يقع في بعض الدول العربية من عنف وقتل يتصاعد من سنوات.. وما تشهده بعض الدول الإسلامية، خاصة أفغانستان والصومال، هو في حقيقته خروج عن الأخلاق والآداب الإسلامية، بل يعتبر جريمة ترتكب على أيدي أناس لا يعرفون حقيقة الإسلام، بل تدفعهم إلى القتل طموحات أحلام مريضة، كان يمكن أن تكون مقبولة وشرعية، لو أنها عرفت الطريق السليم الحضاري لتحقيقها عن طريق الحوار والتفاهم، بدلًا من القتل والسحل. كما كان يمكن أن يتحلى أصحابها بضبط النفس بدلا من الانسياق مع النوازع الشريرة في النفس البشرية.
لقد أساءت بعض الجماعات إلى الصورة النقية للإسلام وتعاليمه ومبادئه السمحة، ولم يعد مقبولًا ولا معقولًا أن تتواصل هذه الإساءة التي تلحق الضرر بأبناء الأمة المسلمة وتسيء إلى صورة المسلمين في العالم، وهو ما تتطلع كل الشعوب المسلمة إلى وضع حد له، وأن يرتقي الجميع إلى مستوى المسئولية التي

[1] الأصوب: وإلى صورة الإسلام وحقيقته.
نام کتاب : التحرير الأدبي نویسنده : حسين على محمد    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست