responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاج في أخلاق الملوك نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 62
في صورةٍ واحدةٍ حتى يكون هذا كأنه هذا في الصورة، وكلاهما نديما الملك؟ قال: لا أعرفه. فقال: قم! فقام، فتأمله قائماً، فوجد صورته قائماً في الجام. ثم قال: أدبر، فأدبر، فتأمل صورته في الجام مدبراً. ثم قال: أقبل، فأقبل، فتأمل صورته في الجام مقبلاً، فوجدها بحكاية واحدة، وتخطيط واحد.
فضحك الملك، ولم يجتريء الرجل أن يسأله عن سبب ضحكه، إجلالاً له وإعظاماً. فقال ملك الروم: الشاة أعقل من الإنسان، إذ كانت تأخذ بمديتها فتدفنها، وأنت أهديت إلينا مديتك بيدك!.
ثم قال له: تغديت؟ قال: لا. قال: قربوا له طعاماً. فقال الرجل: أيها الملك! أنا عبد ذليل، والعبد لا يأكل بحضرة الملك. فقال: أنت عبد ما كنت عند ملك الروم، متطلعاً على أموره متتبعاً لأسراره، بل أنت ملك ونديم ملك إذا قدمت بلاد فارس. أطعموه!. فأطعم، وسقي الخمر حتى إذا ثمل، قال: إن من سنن ملوكنا أن تقتل الجواسيس في أعلى موضع تقدر عليه، وأن لا تقتله جائعاً ولا عطشان.
فأمر أن يصعد به إلى صرحٍ كان يشرف منه على كل من في المدينة، إذا صعد. فضربت عنقه هناك، وألقيت جثته من ذلك الصرح، ونصب رأسه للناس.
فلما بلغ ذلك كسرى، أمر صاحب الحرس أن يأمر المغرد بصوت الحراسة، إذا ضرب بأجراس الذهب، أن يقول إذا مر على دور النساء الملك وجواريه:

نام کتاب : التاج في أخلاق الملوك نویسنده : الجاحظ    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست