responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 96
ورأوه يخرج من بيت مومسة، فقيل له: يا روح الله ما تصنع عند هذه؟
قال: «إنما يأتي الطبيب المرضى» .
وقال حين مر ببعض الخلق فشتموه، ثم مر بآخرين فشتموه فكلما قالوا شرا قال خيرا، فقال له رجل من الحواريين: كلما زادوك شرا زدتهم خيرا حتى كأنك إنما تغريهم بنفسك، وتحثهم على شتمك! قال: «كل إنسان يعطي مما عنده» .
وقال: «ويلكم يا عبيد الدنيا، كيف تخالف فروعكم أصولكم، وعقولكم أهواءكم. قولكم شفاء يبرىء الداء، وعملكم داء لا يقبل الدواء.
لستم كالكرمة التي حسن ورقها، وطاب ثمرها، وسهل مرتقاها، بل أنتم كالسّمرة التي قل ورقها وكثر شوكها، وصعب مرتقاها. ويلكم يا عبيد الدنيا، جعلتم العمل تحت أقدامكم، من شاء أخذه، وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم لا يستطاع تناولها، لا عبيد أتقياء، ولا أحرار كرام، ويلكم أجراء السوء، الأجر تأخذون، والعمل تفسدون. سوف تلقون ما تحذرون يوشك رب العمل أن ينظر في عمله الذي أفسدتم، وفي أجره الذي أخذتم. ويلكم غرماء السوء تبدأون بالهدية قبل قضاء الدين، بالنوافل تطوعون، وما أمرتم به لا تؤدون.
إن رب الدين لا يقبل الهدية حتى يقضي دينه» .
وكان أبو الدرداء يقول: «أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب، واحذر أن تظلم من لا ناصر له إلا الله» .
وقال وزر العبد:
لعمر أبي المملوك ما عاش أنه ... وإن أعجبته نفسه لذليل
يرى الناس أنصارا عليه وما له ... من الناس إلا ناصرون قليل
شيخ من أهل البادية قال: المعرض بالناس أتقى صاحبه ولم يتق ربه. وكان بكر بن عبد الله يقول: «أطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنم» . وقال: «من كان له من نفسه واعظ عارضه ساعة الغفلة، وحين الحمية» .

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست