responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 95
أناله فيما بقي. يمنع الذي لي من غيري، كما منع الذي لغيري مني. ففي أي هذين أفني عمري، وأهلك نفسي.
ودخل على بعض الملوك من بني مروان فقال: أبا حازم، ما المخرج مما نحن فيه؟ قال: تنظر إلى ما عندك فلا تضعه إلا في حقه، وما ليس عندك فلا تأخذه إلا بحقه. قال: ومن يطيق ذلك يا أبا حازم؟ قال: فمن أجل ذلك ملئت جهنم من الجنة والناس أجمعين. قال: ما مالك؟ قال: مالان. قال:
ما هما؟ قال: الثقة بما عند الله، واليأس مما في أيدي الناس. قال: أرفع حوائجك إلينا. قال: هيهات، قد رفعتها إلى من لا تختزل الحوائج دونه، فإن أعطاني منها شيئا قبلت، وإن زوى عنى منها شيئا رضيت.
وقال الفضيل بن عياض: يا ابن آدم، إنما يفضلك الغني بيومك. أمس قد خلا، وغد لم يأت، فإن صبرت. يومك أحمدت أمرك، وقويت على غدك.
وإن عجزت يومك أذممت أمرك، وضعفت عن غدك. وإن الصبر يورث البرء، وإن الجزع يورث السقم، وبالسقم يكون الموت، وبالبرء تكون الحياة.
وقال الحسن: أيا فلان، أترضى هذه الحال التي أنت عليها للموت إذا نزل بك؟ قال: لا. قال: افتحدّث نفسك بالإنتقال عنها إلى حال ترضاها للموت إذا نزل بك؟ قال: حديثا بغير حقيقة. قال: أفبعد الموت دار فيها مستعتب «1» ؟ قال: لا. قال: فهل رأيت عاقلا رضي لنفسه بمثل الذي رضيت به لنفسك؟! قال عيسى بن مريم صلّى الله عليه وسلّم: «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها، وإلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها، فأماتوا منها ما خشوا أن يميت قلوبهم، وتركوا منها ما علموا أن سيتركهم» .

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست