responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 46
وسئل عن قوله: (ولي فيها مآرب أخرى) ، قال: لست أحيط بجميع مآرب موسى صلّى الله عليه وسلّم، ولكني سأنبئكم جملا تدخل في باب الحاجة إلى العصا. من ذلك أنها تحمل للحية، والعقرب، وللذئب، وللفحل الهائج، ولعير العانة في زمن هيج الفحول، وكذا فحول الحجور «1» في المروج. ويتوكأ عليها الكبير الدالف، والسقيم المدنف، والأقطع الرجل، والأعرج، فإنها تقوم مقام رجل أخرى.
وقال أعرابي مقطوع الرجل:
الله يعلم أني من رجالهم ... وإن تخدّد عن متنيّ أطماري «2»
وإن رزيت يدا كانت تجمّلني ... وإن مشيت على زج ومسمار
والعصي تنوب للأعمى عن قائده، وهي للقصّار والفاشكار والدبّاغ.
ومنها المفأد للملّة «3» والمحراك للتنّور. قال الشاعر:
إذا كان ضرب الخبز مسحا بخرقة ... وأحمد دون الطارق التنّور
كأنه كره أن ينفض عنها الرماد بعصا فيستدل على أنه قد أنضج خبزته.
يصفه بالبخل.
وهي لدق الجص والجبسين والسمسم.
وقال الشمّاخ بن ضرار:
وأشعث قد قدّ السّفار قميصه ... يجر شواء بالعصا غير منضج
ولخبط الشجر، وللفيج «4» وللمكاري، فإنهما يتخذان المخاصر، فإذا طال الشوط وبعدت الغاية استعانا في حضرهما وهرولتهما في اضعاف ذلك بالأعتماد على وجه الأرض.

نام کتاب : البيان والتبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست