فإذا أرَدْنَا الإِخْبار عن هذه النسبة في الماضي أضفنا إليها ما يدلّ على الزمن الماضي، أو جعلنا مع الكلام قرينة تدلُّ عليه.
وإذا أردنا الإِخبار عن هذه النسبة في المستقبل أضفنا إليها ما يدُلُّ على الزمن المستقبل، أو جعلنا مع الكلام قرينة تدلّ عليه.
وإذا أردنا إفادة الاستمرار والدوام أضفنا إليها ما يَدُّلُّ على ذلك، أو اكتفينا بالقرائن اللّفظِيَّة أو الفكريَّةِ الدالَّةِ عليه.
فقولنا: "سعيدٌ قائم - سُعَادُ نائمة - اللهُ ربُّ العالمين - نوحٌ رسول الله - الجنَّةُ دار نعيم المتقين - النّار دار عذاب المجرمين - الشمس طالعة - الشمس غير طالعه - العنقاء لا وجود لها - النار محرقة".
كلُّ هذه الجُمَلِ لا تدُلُّ بأصل وضعها على أكثر من إثبات النسبة أو نفيها بين رُكْني الإِسناد.
والأصل فيها إرادة الحال عند إنشاء هذه الجمل، ويُمْكِنُ أن يُراد بها الدّوام بقرينةٍ عقليّة، في مثل: "الله ربّ العاملين" للعلم بأنَّه ليس للعالمين ربٌّ غَيْرُه، ولا بُدَّ للعالمين من ربٍّ دواماً أو بدلالةٍ لفظيَّة صريحة في مثل: اللَّهُ رَبُّ العالمين دواماً، أو بقرينة لفظية غير صريحة.
ويَصْرِفُ عَنْ إِرَادَةِ الحال عند إنشاء الجملة قرينةٌ عقلية في مثل: "نوحٌ رسول الله" أي: كان رسول الله لقومه في زمانه، للعمل بأنّ نوحاً عليه السلام قد مات من آلاف السنين، وفي مثل: "الجنَّةُ دَارُ نَعيم المتقين" أي: ستكون دار نعيم المتقين بعد دخولهم فيها يوم الدّين، للعلم بأنّهم الآن لم يدخلوها مع أنّها معدَّةٌ لهم. أو دلالةٌ لفظيّة كأن نقول: "نوح عليه السلام رسول الله في زمنه الذي مضى" و"الجنَّةُ دار المتقين بعد الحساب وفَصْلِ القضاء يوم الدّين"، أو قرينة لفظية غير صريحة.