نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 328
الناس شعرا، وكان صعتريّا [1] صاحب نيزكيّة وتخلّع [2] ، وكان يتشالّ [3] ، وإذا تكلم عقّف أصابعه. فلم يزل يتكلّف ذلك حتّى صار مخلّعا بالحقّ، وصار أسوأ حالا من الأشلّ. وكان في صغره خيّاطا فصار في حال لا يستطيع أن يملك نفسه ولا يمسك إبرة بيده. وهو الذي يقول:
الدّين أدناني وما كنت بالدّني ... وأدنى من الدّين الذي لديات
وهو الذي يقول في أبيات له فاحشة [4] يذكر فيها الغلمان:
وكل نكس بالكشخ معترف ... أصبح نحوي مؤاجرا دربا [5] [1] الصّعتريّ: الشاطر الذي أعيا أهله خبثا؛ عراقية. وقال الأزهري: رجل صعتري، إذا كان فتّى كريما شجاعا. والمراد هنا هو المعنى الأول. [2] النيزكية: مصدر صناعي لم تفسره المعاجم، وهو مأخوذ من النيزك، وهو الرمح القصير. وقالوا رجل نزك، كصرد: طعّان في الناس، والنّزاك، كشدّاد: الذي يعيب الناس ويطعن عليهم. والتخلع: التفكك في المشية، وأن يهزّ يديه ومنكبيه إذا مشى. [3] يتشال: يتصنع الشلل. [4] في الأصل: «فحشة» .
[5] النكس، بكسر النون: الرجل الضعيف، أو المقصّر عن غاية النجدة والكرم، فهو نعت سوء. وفي الأصل: «نكش» بالشين المعجمة. والكشخ: فعل الكشخان، وهو الديّوث. وقد وردت كلمة «الكشخ» في كتاب القيان من رسائل الجاحظ 2: 180.
والكشخان دخيل في كلام العرب، وقال في اللسان: «الكشخنة مولّدة ليست عربية» . وفيه أيضا: «يقال لا تكشخ فلانا» بشين مكسورة. وفي القاموس: «وكشّخه تكشيخا وكشخنه:
قال له يا كشخان» . والمعترف: المعروف، يقال اعترفت فلانا، أي عرفته. والمؤاجر، بكسر الجيم وفتحها: الذي يبيح نفسه بالأجر، وأصله في المرأة. واللفظة عباسية يقصد بها من يستأجره اللاطة. انظر كنايات الجرجاني 120 س 11، وأخبار أبي نواس لابن منظور 9، 49، والحيوان 3: 26. والدّرب: الذي اعتاد أمرا ودرب به. والبيت شديد التحريف في الأصل على هذا الوجه:-
نام کتاب : البرصان والعرجان والعميان والحولان نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 328