نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد جلد : 1 صفحه : 44
نور الغالبة
قال الوزير الكاتب أبو القاسم بن الخراز يصفه فأحسن وأغرب، وأبدع وأعجب وهو: [البسيط]
ورختجي سحابي قوائمه ... خضر حكى ياسمينا في تفتحه
تميس قضبانه والريح تعطفها ... مشي النزيف تهادى في ترنحه
كأن أوراقه في حسن خضرتها ... من الزمرد أسناه وأملحه
تخير الشط في الأنهار منبته ... ففاز بالعرف في معنى تبطحه
وغالب النور حتى قيل غالبة ... فحسبه غالبا كافي مرشحه
قال أبو الوليد: ووقع إلي في نور الرمان قطعتان حسنتان ولم يتأخر عن غيره إلا بتأخر وقته وإبطائه عن أوان نظرائه.
نور الرمان
فمن التشبيهات العقم فيه قول أبي القاسم بن هانئ الأندلسي في كمامة نوارة سقطت منه وهو: [الرجز]
وبنت أيك كالشباب النضر
كأنها بين الغصون الخضر
جنان باز أو جنان صقر
قد خلفته لقوة بوكر
كأنما مجت دما من نحر
أو سقيت بجدول من خمر
أو نبتت في تربة من جمر
لو كف عنها الدهر صرف الدهر
جاءت بمثل النهد فوق الصدر
تفتر عن مثل اللثات الحمر
في مثل طعم الوصل بعد الهجر
ومن التشبيهات الأنيقة، والتمثيلات الدقيقة قول أبي جعفر بن الأبار في كمائم هذا النور وهو: [المنسرح]
أعجب بأيك الرمان حين بدا ... نواره المحتوي مدى السبق
مثل أكف الدمى محنأة ... أو كبنان الحمائم الورق
أو كحقاق تفتحت فبدت ... غلائل وسطها من البرق
الجلنار
وللوزير أبي عامر بن مسلمة في وصف الجلنار أبيات بديعة رفيعة المقدار وهي: [المنسرح]
وجلنار بنوره يزهر ... أوراقه فتنة لمن أبصر
قد شبه الورد في تضاعفه ... وقارب اللون حلة العصفر
مثل ثمار الرمان زاهرة ... لكنه منظر بلا مخبر
قال أبو الوليد: ولي فيه قطعة ربما وافقت صفته وطابقت هيئته وهي: [المجتث]
وجلنار تبدى ... يختال في جل نار
أحلى حلى من جميع ال ... أنوار والأزهار
حكى خدود العذارى ... قد شربت باحمرار
وخمشت بأكف ال ... ألحاظ والأبصار
جل نار في القافية مفصول، وإنما هو جل من نار واتفق فيه تشبيه وتجنيس.
قال أبو الوليد: [إسماعيل بن عامر] : هذا ما عثرت عليه، وانتهيت بكثرة البحث إليه، وإن وقع إلي بعد وصف رائق أو معنى فائق ألحقته في هذا الكتاب، ووضعته في موضعه من كل باب، والبشر غير معصوم، ومن بذل جهد نفسه فليس بمذموم. وحسبي: أني قد جمعت من غرائب الأندلسيين ونوادرهم، وأوردت من فضائلهم ومآثرهم ما يمكن أن يتغمد به، ويصفح من أجله عما عرض من زلل، أو وقع من خطل، فربما أدخلت لأهل عصري ما يقرب من البديع، ولا يبعد عن الربيع، فمن نقد ذلك فليعلم أني لم أجهله، وإنما تحفظت من ناظميه، وأغضيت لهم على ما فيه، وليس ذلك إلا في أبيات يسيرة، وصفات غير كثيرة، والله المستعان على التوفيق والهادي إلى سواء الطريق.
[تم كتاب البديع في وصف الربيع بحمد الله وعونه، وصلى الله على محمد خيرته من خلقه وعلى أهله وسلم تسليما]
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد جلد : 1 صفحه : 44