responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 25
يا واحد الأدباء والشعراء ... وابن الكرام السادة النجباء
إني بعثت مطيبا نمقته ... من روض داري دارك الغناء
من آسه لا زلت تأسو عاطرا ... وتبيد ما يعدو من الأعداء
يحكي بطيب عرفه وبحسنه ... خلقا خليقا منك بالإطراء
هو كالسماء إذا بدت مخضرة ... لاحت عليها أنجم الجوزاء
[فاقبله من صب بحبك وده ... ألا تزال أخا علا وعلاء]
قال أبو الوليد: فجاوبته عن هذه الألفاظ البديعة، والمعاني الرفيعة بما يمكن أن يدخل في هذا الباب ويوافق بعض غرض هذا الكتاب، وهو: [الكامل]
يا من حبوت بوده حوباء ... وهي الفداء له من الأسواء
وصل المطيب معربا عن طيب من ... أهداه مكتئبا من الإهداء
أظميته من بعد ما أرويته ... بمدامة فيها دواء الداء
ما كان أشهر طيبه لو لم يكن ... متسترا بالقطعة الغراء
أربى عليه نظمك الحلو الحلى ... فانحط بعد الرتبة العلياء
إن كان نور الآس في ورقاته ... نورا بدا في ليلة ظلماء
فجمال خلقك حين ينظم عقده ... كالبدر ينظم أنجم الجوزاء
ومن المستحسن المستغرب، والمستطاب المستعذب، ما أنشدنيه لنفسه فيه صاحب الشرطة أبو بكر بن القوطية وهو: [السريع]
أما ترى الريحان أوراقه ... تلتف تجعيدا ولا تنبسط
دقيقة اللمات في رؤوسها ... كأنه أسود جعد قطط
وقد غدا تنويره جوهرا ... ففي الموامي والربا يلتقط
حتى إذا ما مل من مكثه ... في عوده المشرق فيه سقط
منكشفا عن ثمر أسود ... كأنه من نفض حبر نقط
قوله: "الموامي" جمع موماة وهي الفقر، ويقال: بوباة فيها أيضا. والربا جمع ربوة وهو ما ارتفع من الأرضز ومن المشرق جماله، المونق كماله، المعدوم مثاله، ما أنشدنيه لنفسه أبو جعفر ابن الأبار، وهو: [الوافر]
وآس كاسمه للهم آس ... تتيه به حلى الزمن القشيب
ترسل كالغدائر مرسلات ... بها قطط ونم بكل طيب
وكتم نوره فبدت لآل ... مدحرجة لها عرف الحبيب
كأن الصبح شق به جيوبا ... فغادر فيه أزرار الجيوب
ونافسه الورى شغفا وحبا ... فعود سود حبات القلوب
هذا الوصف مستوعب لجميع أحوال الآس لأن نوره أولا مبيض ثم يسود. وله أيضا فيه وصف يوازي هذا [ويضاهيه] ، وهو: [البسيط]
لا أيأس الآس هامي السكب مدرار ... فهو الوفي وكل النور غدار
تكاد تثمر نفس الصب من جذل ... إذا بدا ثمر منه ونوار
كأنما ألبسته المزن خضر حلى ... لها من المسك والكافور أزرار
هذا ما وقع إلي في الآس، وحين أكملته أبدأ بما ورد علي في الياسمين.

الياسمين
قال أبو الوليد: أبدع ما قيل فيه، وأبزع ما شبه به، [وأرفع] ما أمل علي لنفسه فيه ذو الوزارتين القاضي_حرس الله حوباءه وصان ذكاءه_وهو: [السريع]
وياسمين حسن المنظر ... يفوق في المرأى وفي المخبر
كأنه من فوق أغصانه ... دراهم في مطرف أخضر
قال أبو الوليد: هذا التشبيه معدوم الشبيه. ومما يوازيه دقة، ويضاهيه رقة، قوله أمله علي_أبقاه الله_وهو: [السريع]
وياسمين حسن المجتلى ... كأنه في قضبه الضافيه
زمرد رصع ما بينه ... مداهن من فضة صافيه
وأمل_أعزه الله، وأحسن ذكراه_علي فيه له قطعة قوية الوصف، سرية الرصف وهي: [السريع]
سبحان من أنشأ ذا الياسمين ... خلقا بديعا للنهى والعيون
كأنما الأغصان من تحته ... والورق المخضوضر المستبين
زمرد نضد فوق الربا ... وهو على أعلاه در مصون
آيات صدق شاهدت بأن ... ليس لمن أبدعها من قرين
وهذه التشبيهات كلها، والصفات بأسرها إنما هي فيه وهو في شجره، ولو لم يكن كذلك لم تشبه خضرته وأكثر ما وصف في هذه الحال، ولم يقع إلي في نواره مفردا إلا قول أبي عمر الرمادي، وهو من الصفات المطبوعة والتشبيهات البديعة: [مخلع البسيط]
انظر إلى روض ياسمين ... لم يرد الورد وهو وارد
كأنه عدة ولونا ... أكف حور بلا سواعد
قال أبو عمر أحمد بن فرج يصف بقاءه، ويقرض وفاءه: [الخفيف]
ليس كالياسمين نور الرياض ... هو باق والنور أجمع ماض

نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست