نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد جلد : 1 صفحه : 20
قوله: "متتلع" متفعل، من التلع وهو الإشراف يقال: تلع جيد الظبي إذا أشرف. وقوله: "من الحيا وبعد الحياء"، الأول منهما مقصور والثاني ممدود وهو الاستحياء. وقوله: "من البهر" البهر: الكلل. واتدعنا: افتعلنا من الدعة، وقوله: "مرو للصعاد" الصعاد، جمع صعدة: وهي القناة النابتة مستقيمة.
قال أبو الوليد: ومما يصلح أن يكون في هذا الباب ما وقع في النواوير من تفضيل وتغليب، أو جرى بينها من تفاضل وتفاخر، فإن تلك القطع تشتمل على مدح نور، وذم آخر، فهما موصوفان، ولم تتفرد القطعة بنور وإنما اشتملت على نورين، وتضمنت وصف شيئين، وأكثر ما وقع هذا قديما في الورد والبهار وأنا أذكر ما وقع إلي في ذلك من المختار، وقد وقع إلي في غيرهما قليل، وكله يقع هنا إن شاء الله.
فما وقع إلي في الرد على ابن الرومي في تفضيله البهار على الورد قول أبي عثمان سعيد بن فرج الجياني، وقول ابن الرومي في ذلك كثير، ومذهبه مشهور، وقصيد أبي عثمان رد على قصيد ابن الرومي الذي أوله: [الكامل]
خجلت خدود الورد من تفضيله ... خجلا، توردها عليه شاهد
وهو من أوله إلى آخره، أني قصيد أبي عثمان: [الكامل]
عني إليك فما القياس الفاسد ... إلا الذي أدى العيان الشاهد
أزعمت أن الورد من تفضيله ... خجل "وناحله الفضيلة عاند"
إن كان يستحيي لفضل جماله ... فحياؤه فيه جمال زائد
والنرجس المصفر أعظم ريبة ... من أن يحول عليه لون واحد
لبس البياض لصفرة في وجهه ... صفة كما وصف الحزين الفاقد
والآن فاسمع للبراهين التي ... قطعت فليس يحيد عنها حائد
الورد تيجان الربيع فأيما اخ ... تار الفخار متوج أو ساجد
ولمن يكون الفضل في حكم العلا ال ... موعود عنه أو النديم الواعد
مهلا فما هو بالتقدم قائد ... كلا ولا ذا بالتأخر طارد
وانظر إذا اعتدل الزمان وغنت ال ... أطيار فهو لشجوهن مساعد
موف على الغصن النضير كأنه ... في منبر بين الدائق قاعد
والنرجس المنحط إما راكع ... ذلا إلى عفر الثرى أو ساجد
وجعلت للأسماء حظا زائدا ... مهلا فما هذا سبيل قاصد
اسم الذي فضلت إن فتشته ... وخرمت أوله فرجس راكد
والورد كيف خرمته وخبنته ... ود تود به ورد عائد
ودع البقاء فما ترى من جملة ... إلا وأفضلها يكون البائد
يفنى خيار الخلق في الدنيا وما ... شيء سوى إبليس فيها خالد
والضد كل الضد قولك إنه ... ينهى النديم بلحظه ويساعد
فأعرته عين الرقيب فللعمى ... والسمل طرف للأحبة راصد
وإذا فخرت على الخدود بمقلة ... يرقانها باد فأصلك فاسد
ولو أن فعلا للكواكب في الثرى ... ربى الرياض كما يربى الوالد
وتنازع النوار شبه صفاتها ... ما كان غير الورد فيها الماجد
الورد وقاد التوقد ناضر ... والنجم ناري مضيء واقد
وقوله: "ولمن يكون الفضل في حكم العلا.." البيت رد على قول ابن الرومي:
شتان بين اثنين هذا موعد ... بتسلب الدنيا وهذا واعد
فجعل الورد لتأخره موعدا بانقضاء الربيع والبهار لتبكيره واعدا به، ورد الجياني عليه مقنع لأن الموعود به أجل من النذير الواعد عنه: وقوله: "يفنى خيار الناس.." البيت، رد على قوله:
وإذا احتفظت به فأمتع صاحب ... ببقائه لو أن حيا خالد
لأن البهار يبقى بنضرته أياما، والورد أسرع ذبولا. وقول الجياني: "وجعلت للأسماء حظا زائدا.." رد على ابن الرومي: في قوله:
اطلب بعيشك في الملاح سميه ... أبدا فإنك لا محالة واجد
جعل من محاسنه التسمي به عندهم، فنرجس في أسمائهم كثير. وذلك لا حجة له ولا عيه، وقوله: "ولو آن فعلا للكواكب في الثرى.." الأبيات رد على بيتي ابن الرومي وهما:
هذي النجوم هي التي ربتهما ... بحيا السحاب كما يربي الوالد
فانظر إلى الأخوين من أدناهما ... شبها بوالده فذاك الماجد
نام کتاب : البديع في وصف الربيع نویسنده : الحميري، أبو الوليد جلد : 1 صفحه : 20