نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 150
وكتب بعضهم إلى صاحب له: ارضَ بما حكم بالحق في أمرك أكن بالمكان الذي أنزلتني به الحق بيني وبينك. وقلت في هذا الباب1 "من المجتث":
أسرفت في الكتمان ... وذاك مني دهاني
كتمت حبك حتى ... كتمته كتماني
ولم يكن لي بد ... من ذكره بلساني
ما عيب من ذلك: كُتب إلى بعض أهل زماننا: أطال الله بقاءك، منشئاً لك ريح[2] عز لا يعدم هبوبها، ومطلعاً لنعمتك شمس نصرة يؤمن غروبها وأراك أمنيتك ببلوغكها[3]، قد جعل الله إبداءك وإعادتك في الجود أذاناً وإقامةً يدلان العفاة إلى مباءتك للري من ساحتك، ولما رأيت ذكرك عطراً، ولمن رجاك سترًا، جئتك ظامئًا مستقيًا ماء أنعمك[4]، وغير غرو أن أكون ممن يمدحك بمبلغ طاقته وفرط محبته، فإن رأيت أعزك الله أن تقرأ رقعته[5]، وليكن شعره فعلت إن شاء الله، وصلى الله على محمد نبيه والسلام كثيراً، وفي هذا الباب استعارة وتعقيد أيضاً على بغضه كما ترى.
وكتب الحسن بن وهب إلى صديق له استزاره: لما أذن الله في النهوض إليك أحدث القدر ما لم أكن أحتسبه من شغل يعم قلبي، فلا أجد بقية تتذوقك فكرهت أن آتيك على هذه الحال، فيكون نظري إليك حسرة يجلجلها[6] الضمير؛ إذ كان الشغل حاجبًا على استقصائك[7] بكنهك[8].
1 راجع: 99/ 1 ابن المعتز، 75/ 2 العمدة. [2] الريح هنا: القوة والغلبة. [3] في الأصل: ببلوغكها، وهو تحريف. [4] جمع نعمة. [5] في الأصل: رقعة. [6] اللجلجة: التردد في الكلام يقال: الحق أبلج والباطل لجلج: أي يتردد من غير أن ينفذ. [7] استقصى المسألة: تقصاها. [8] كنه الشيء: نهايته. يقال: أعرفه كنه المعرفة.
نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 150