نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 126
من خوفك حتى تبلغ الأمن خير ممن آمنك حتى تبلغ الخوف[1]. ولما حضر بشر بن منصور[2] الموت فرح، فقيل له: أتفرح بالموت؟ فقال: أتجعلون قدومي على خالق أرجوه كمقامي مع مخلوق أخافه.
وقال عمر: إذا أنا لم أعلم ما لم أرَ فلا علمت ما رأيت. وقال مسلمة[3] بن عبد الملك: ما حمدت نفسي على ظفر ابتدأته بعجز، ولا لمتها على مكروه ابتدأته بحزم. وقال[4]: الغنى في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة.
وقال ابن عباس: كم من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي، وكم من أذنب وهو يبكي دخل الجنة وهو يضحك. وقال أعرابي لرجل: إن فلاناً وإن ضحك لك فإنه يضحك منك، فإن لم تتخذه عدواً في علانيتك فلا تجعله صديقاً في سريرتك. وقال علي رضي الله عنه: إن أعظم الذنوب ما صغر عند صاحبه. وقال الحسن: كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.
وشتم رجل الشعبي[5] فقال له: إن كنت كاذباً فغفر الله لك، وإن كنت صادقاً فغفر الله لي[6]. وأوصى يزيد بن معاوية[7] غلاماً فقال: اعلم أن الظن إذا أخلف فيك [1] في البيان 97/ 3: وقال الحسن للمغيرة بن مخارش التميمي ... إلخ، ومن جيد الطباق قول أبي بكر لخالد: احرص على الموت تُوهَبْ لك الحياة. [2] ناسك صالح ورع من جلة رجال العصر الإسلامي الأول. [3] أمير قائد أموي له فتوحات مشهورة، وكان شجاعًا خطيبًا وبارع اللسان جوادًا ولم يكن في ولد عبد الملك مثله "114/ 3 بيان". [4] وتنسب هذه الحكمة لأرسطو، ولبعض الشعراء:
الفقر في أوطاننا غربة ... والمال في الغربة أوطان
"203 رسالة الغفران، طبعة 1903 بمصر". [5] راوية يضرب المثل بحفظه، ولد ونشأ ومات بالكوفة سنة 103، وكان نديم عبد الملك بن مروان، وتقدمت له ترجمة. [6] راجع هذه الرواية في البيان 69/ 2، والكامل 190 الطبعة القديمة. [7] الخليفة الأموي الثاني، توفي سنة 64 بعد أن مكث في الخلافة ثلاث سنين ونصف. وفي البيان 119، 120/ 2 نسبتها لمعاوية، وفي رواية الجاحظ: إذا أخلف منك أخلف مني فيك.
نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 126