نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 108
الباب الثاني من البديع وهو التجنيس 1:
وهو أن تجيء الكلمة تُجانس أُخرى في بيت شعر وكلام، ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها على السبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأجناس عليها.
وقال الخليل[2]: الجنسُ لكل ضرب من الناس والطير والعروض والنحو، فمنه:
ما تكون الكلمة تُجانس أخرى في تأليف حروفها ومعناها ويشتق منها، مثل قول الشاعر "من الكامل":
يوم خلجت على الخليج نفوسهم3
أو يكون تُجانِسها في تأليف الحروف دون المعنى مثل قول الشاعر "من البسيط":
إن لوم العاشق اللُّوم4
قال الله تعالى: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [5]. وقال سبحانه: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ} [6]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عصية [7] عصت الله، وغفار غفر الله لها". وقال: "الظلم ظلمات". وقال معاوية[8] لابن عباس رحمه الله: "ما لكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم؟ "فقال9": كما تصابون في بصائركم" ويقال: ان عقيل بن أبي طالب تكلم بذلك. وقال أبو تمام "من الطويل":
جلا ظلمات الظلم عن وجه أمة ... أضاء لها من كوكب الحق آفله10
وسرقه من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي تقدم. وقال القطامي11 "من الوافر":
1 عقد له صاحب الصناعتين بابًا "310-328" تأثر فيه بابن المعتز إلى حد بعيد، وكذلك فعل ابن رشيق "289/ 1 العمدة طبعة 1934" ويسميه قدامة المجانس "ص96 نقد الشعر" وسمَّى نوعًا منه بالمطابق، وقد تأثر في ذلك بثعلب "24 قواعد الشعر لثعلب طبع ليدن، 96 نقد الشعر". [2] إمام اللغة والأدب وصاحب العين ومبتكر علم العروض وأستاذ سيبويه "100-170هـ".
3 خلجت عينه: من باب جلس ودخل، واختلجت: طارت، والخليج من البحر: شرم منه، وهو أيضًا النهر، والبيت للخزيمي كما سيأتي في الشاهد 117.
4 جزء من بيت شعر لمسلم كما سيأتي في الشاهد 113، واللوم مخفف اللؤم. [5] سورة النمل، آية: 44. [6] سورة الروم، آية: 43. [7] اسم قبيلة، وفي الأصل: له بدل. [8] أول خلفاء بني أمية، مات عام 60هـ.
9 زيادة عن الأصل لتصحيح المعنى، وهي رواية الصناعتين أيضًا.
10 جلا: كشف. ظلمات: جمع ظلمة.
11 شاعر فحل رقيق حواشي الكلام كثير الأمثال في شعره، مات نحو عام 101هـ.
نام کتاب : البديع في البديع نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 108