لم لم تنبسط عندنا كانبساطك عند غيرنا؟ قلت: كأنك تريد البرامك؟ قال:
اياهم أردت، قلت: فاسمع حديثا من أحاديثهم، قال: هات.
قلت: كنت فى ابتداء أمرى فى منزل ضيق، ولى حمار ليس له مربط، فكنت أربطه فى دهليز «1» فأتأذى بأقذاره، فوقف يحيى بن خالد على ذلك، فقال: ان لوما بنا ان يكون من نخصه ونوده ليس له منزل يصح ان نزوره فيه عند توانيه، ودعا بوكيل له وقال: ابن لابى محمد دارا تصلح أن نجتمع معه فيها، فأومأت الى عدة دور حوالى فأحضر أربابها، وأوقفهم على أثمانها، وانصرف ليحمل لى المال، فحضرته من الغد ودعاهم فقالوا: جاء البارحة رجل أصفهانى ووفانا وأشهد علينا، وما شككنا أنه رسولك، ونحن فى ذلك إذ حضر الاصفهانى، ومعه الفعلة، وأخذوا فى الهدم، فاغتممت غما لاكفاء له، وقلت للوكيل: تبتاع من الجانب الآخر. وابتعنا دويرتين. «2» وامتنع بقية جيرانى من بيع دورهم. فجعلت أبنى دارا صغيرة، وجعل الاصفهانى يبنى دارا ليس لها نظير حسنا وسعة ونفاسة، وجعل يسابقنى الى ما أريد، من باب حسن وخشب نادر، وبناء مجيد، ونقاش حاذق، فنغصنى عيشى، فلما تم البناء أعلمت يحيى، فقال للوكيل: اشتر لكل دار من دارى أبى محمد ما يصلح له من الفرش الصيفى والشتوى، وما يحتاج اليه من الآلات والاوانى والخدم والغلمان.
والوصفاء والوصائف، ما يومىء اليه، ففعل.
ثم قال: لا بد ان تعودنا يوما، قلت: متى شئت، فحمل الى مائة ألف درهم وسمى يوما يحضر فيه، فهيأت جميع ما يصلح لمثله. فحضر هو وولده محمد وجعفر والفضل وجماعة ندمائه وخواصه. فطاف فى الدار، ثم صعد الى السطح، وأشرف على دار الاصفهانى، وقد ارتفع بناؤها وفرشت وزينت