ولاضربنكم ضرب غرائب الابل، «1» أنى والله لا أحلق الا فريت، «2» ولا أعد الا وفيت إياى وهذه الزرافات، وقال وما يقول، وكان وما يكون، وما أنتم وذاك؟ «3» يا أهل العراق! انما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فكفرتم بأنعم الله، فأتاها وعيد القرى من ربها فاستوسقوا «4» واعتدلوا، ولا تميلوا، واسمعوا وأطيعوا، وشايعوا وبايعوا واعلموا أنه ليس منى الاكثار والابذار والاهذار، «5» ولا مع ذلك النفار والفرار، انما هو انتضاء هذا السيف، ثم لا يغمد فى الشتاء والصيف، حتى يذل الله لامير المؤمنين صعبكم، ويقيم له أودكم، وصعركم «6» .
ثم انى وجدت الصدق من البر، ووجدت البر فى الجنة، ووجدت الكذب من الفجور، ووجدت الفجور فى النار، وان أمير المؤمنين أمرنى باعطائكم أعطياتكم واشخاصكم لمجاهدة عدوكم وعدو أمير المؤمنين، وقد أمرت لكم بذلك، وأجلتكم ثلاثة أيام، وأعطيت الله عهدا يؤاخذنى به، ويستوفيه منى، لئن تخلف منكم بعد قبض عطائه احد لاضربن عنقه، وأنهبن ماله، ثم التفت الى أهل الشام فقال: يا أهل الشام! أنتم البطانة والعشيرة، والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأذفر، وانما أنتم كما قال الله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ
«7» والتفت الى أهل العراق فقال:
لريحكم أنتن من ريح الابخر وانما أنتم كما قال الله تعالى: وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ