وقاص، فافتتح القادسية «1» والمدائن، ومصر الكوفة، ثم عزله حين وشى به الاشعث ورجال من أهل الكوفة.
قالوا: قدمنا على عمر فقلنا: نحب أن تعزل عنا سعدا، فقد اعتدى علينا، ومنعنا حقوقنا قال: لعل ذلك أن يكون! وولى فندمنا على ما قلنا، وخفنا ان يخبر سعدا، فيكون أخبث لنا صحبة مما كان، فتبعناه فقلنا: ان لم تسمع فيه قولنا، فلا تذكره له قال: لعل ذلك أن يكون! فغدونا اليه، فخرج سعد من عنده يسب ويلعن، فقلنا: انه والله بلغه قولنا: واستعمله علينا، ثم قال قائل منا هذا والله غضب معزول، فدخلنا اليه، فقال: انى قد عزلت عنكم سعدا، فأخبرونى، اذا كان الامام عليكم يمنعكم حقوقكم، ويسىء صحبتكم، ما تصنعون؟ قلنا ان رأينا خيرا حمدنا الله، وان رأينا شرا صبرنا.
فقال: لا والله لا تكونوا شهداء فى الارض حتى تأخذوهم فى الحق كأخذهم اياكم فيه، وتضربوهم على الحق، كضربهم اياكم عليه، والا فلا، ثم ولاها عمارا ابن ياسر، وعزله، ثم ولاه ثانية وعزله، وولى جبير ابن مطعم واستكتمه، فأتى رجل ابن أبى ثور فقال: رأيت عمر وجبيرا نجيا، وأظنه قد ولاه الكوفة.
فبعث ابن أبى ثور امرأته- وكان يقال لها لقاطة الحصى لنقلها الاحاديث- الى امرأة جبير، وهى تصلح جهازه للخروج، فقالت: ما تصنعين؟ قالت: أبو محمد يريد سفرا قد كتمنيه. قالت: أو ترضى الحرة من زوجها أن يكتمها أمره؟ فتركت ما كانت عليه متغضبة فقال لها جبير: عودى قالت بالنذور العظام لا أمس شيئا حتى تخبرنى لأى شىء خروجك؟ فأخبرها، فرجعت تعالج، وجاءت لقاطة الحصى، فسألتها عن أمره، فقالت: ذكر لى أمره، واستكتمنيه، فقالت: حلفى لو كان بى مرض ما كتمتك فأخبرتها، فأخبرت ابن أبى ثور، فأخبر صاحبه، فراح إلى عمر فقال: بارك الله لك فى رأيك، قد وليته قويا أمينا، فقال: نشدتك الله! هل رأيتنى مخليا بجبير؟ فأتيت ابن أبى