مادرا، وذكر أن بنى فزارة وبنى هلال سافروا إلى أنس بن مدرك الخثعمى، فقالت بنو عامر: يابنى فزارة أكلتم أير الحمار، فقالوا: أكلناه ولم نعرفه، وحدثت أن ثلاثة نفر اصطحبوا. فزارى وتغلبى. وكلابى. وصادوا حمارا ومضى الفزارى فى حاجة. فطبخا وأكلا، وخبآ للفزارى جردان «1» الحمار، فلما رجع قالا قد خبأنا لك، فجعل يأكل ولا يكاد يسيغه، وجعلا يضحكان، ففطن وقال: آكل سواء العير وحومانه؟ وحومان الحمار جردانه، ثم أخذ السيف وقال: لتأكلانه والا قتلتكما وقال لاحدهما وكان اسمه مرقمة، كل فأبى، فضربه فأبان رأسه، «2» فقال الآخر: طاح مرقمة، فقال: وأنت ان لم تلقمه، أراد ان تلقمها، فلما ترك الألف، ألقى الفتحة على الميم كما قالوا:
ويل أم الحيرة وأى رجال به أى بها، قال الكميت بن ثعلبة.
نشدتك يا فزار وأنت شيخ ... اذا خيّرت تحطىء فى الخيار
أصيحانيّة «3» أدمت بسمن ... أحبّ إليك من أير الحمار
بلى أير الحمار وخصيتاه ... أحبّ الى فزارة من فزارى
فقالت بنو فزارة: ولكن لكم يا بنى هلال من فرى حوضه وسقى إبله، فلما رويت سلح فيه ومدره بخلا أن يشرب غيره منه، فقضى أنس بن مدرك على الهلاليين.
وباسناد لنا أن رجلا تقاضى فزاريا دينا له عليه، فقال له الفزارى:
ما أعطيتك أير حمار. فقال له: بورك لكم فى أير الحمار تأكلونه اذا جعتم