ونرى من هذا العرض ان صاحب كشف الظنون يقول: ان العسكرى اول من ألف فى هذا الفن، ومحققى لطائف المعارف يقولان: ان ابن قتيبة هو أول من ألف فى هذا الفن، ولا خلاف بينهما عند التحقيق، فان ابن قتيبة فى كتابه المعارف تكلم عن الأوائل عرضا ولم يفرد لها كتابا، وهو متقدم على العسكرى، وأما العسكرى فقد أفرد لها كتابا خاصا، وعلى هذا يكون ابن قتيبة أول من كتب فى هذا الفن والعسكرى أول من ألف فيه كتابا خاصا كما بين ذلك فى مقدمة كتابه.
ومؤلف كتابنا:
هو الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران أبو هلال اللغوى العسكرى قال أبو طاهر السلفى: وكان لأبى أحمد تلميذ وافق اسمه اسمه واسم أبيه اسم أبيه وهو عسكرى أيضا، فربما اشتبه ذكره بذكره فاذا قيل الحسن بن عبد الله العسكرى الأديب فهو الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران أبو هلال اللغوى العسكرى. نسبة الى عسكر مكرم- وقد وجدت فى شذرات الذهب كنية للآخر تغاير كنية صاحبنا فهذا أبو هلال وذاك أبو أحمد.
قال أبو طاهر: سألت الرئيس أبا المظفر محمد بن أبى العباس الابيوردى- رحمه الله- بهذان عنه، فأثنى عليه ووصفه بالعلم والفقه معا وقال: كان يبرز (يتبزز) «1» احترازا من الطمع والدناءة والتبذل، وكان الغالب عليه الأدب والشعر، روى أبو الغنائم بن حماد المقرىء املاء قال: أنشدنا أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكرى لنفسه:
قد تخطّاك شباب ... وتفشّاك مشيب
فأتى ما ليس يمضى ... ومضى ما لا يؤوب
فتأهّب لسقام ... ليس يشفيه طبيب