نام کتاب : الأنوار ومحاسن الأشعار نویسنده : الشمشاطي جلد : 1 صفحه : 80
كأنّ راكبها إِذْ جَدَّ مُرتَحِلاً ... بالسَّيْرِ منها مُقِيٌ غيرُ مُرتَحِلِ
لِجامُهَا في يَدِ النُّوتِىِّ من دُبُرٍ ... مُقَوِّمٌ زَيْغَها والمَيْلَ من قُبُلِ
ما زَال سائقُهَا يَجْرِى على مَهَلٍ ... جَرْياً يَفوتُ اجْتِهَادَ الخَيْلِ والإبِلِ
حتّى تَناهضتْ إلى حَيْثُ انْتهَى شَرَفُ الدُّ ... نْيَا وأَشْرَفَ بَاغِيها على الأَمَلِ
وأيضاً:
مُخضْرَمةُ الجنْبيْن صادِقةُ السُّرى ... تُراقِبُ من ذي الرَّكْبِ ما لا يُراقبُهْ
تكادُ نُفُوسُ القَوْم تَجرِى يِجَرْيِهَا ... إذا غَالَبتْ من مَوْجه ما تُغَالِبُهْ
يَصُدُّ حبابَ الماء عن جَنَباتها ... إذا البحرُ ساحَتْ في السَّفينِ مَراكبُه
وللحسين بن الضَّحّاك:
إلى سُرَّ مَن رَا والمصِيف وظِلِّه ... دأبْنَا وأَدْأَبْنا السَّفِينَ المُقَيَّرَا
تُكَابِدُ أنفاسَ الهَجِير رَوَائحاً ... وتَخْطُر في بُرْدٍ من اللَّيْلِ أخضَرَا
إذَا ما استخَفَّتْهَا الرِّيَاحُ حَسِبْتَهَانُسُوراً تَلَتْ في لاَمِعِ اللِّيْلِ أَنْسُرَا
تُقِيمُ على قَصْدِ الطَّرِيق صُدُورَها ... شَكَائِم في الأذنابِ ساجاً وعَرْعَرَا
وللعباسيّ:
زنْجِيَّةٍ كُرْديَّةِ الحَلْىِ فَوْقَها ... جَنَاحٌ لها فَرْدٌ على الماءِ يَخْفُقُ
يُؤَدِّبُها أولادُهَا بعِصِيِّهِمْ ... فَتُحْبَسُ قَسْراً كيف شاءُوا وتُطْلَقُ
وله في سماريَّة:
كأنّي حِينَ تَعْتَذرُ المَطَايَا ... على فَتْخَاءَ نَاشِرَةٍ جَنَاحَا
بخَرْقٍ تَقْصُرُ الأَلْحاظُ عنه ... بَعِيدِ المَاءِ يَبْتَلِعُ الرِّيَاحَا
ولبعض المحدثين في سماريّات:
والماءُ تهوِى تارةً ... فيه سَفائِنُهُ وتصْعَدْ
فكأنَّهنَ عَقاربٌ ... دّبَّت على صَرْحٍ مُمرَّدْ
وممّا يدخل في هذا الباب قول محمّد بن أبي عينية يصف البصرة وهي تجمع البرَّ والبحر:
يا جَنَّةً فاتَتِ الجِنَان فما ... تَبلُغُها قيمةٌ ولا ثَمنُ
ألِفتُها فاتَّخذْتها وَطَناً ... إنَّ فؤادى لحُسْنها وَطَنُ
زُوِّج حِتانُها الضِّبَابَ بها ... فهذه كَنَّةٌ وذا خَتَنُ
فانْظُرْ وفَكِّرْ فيما تُطِيف به ... إنّ الأديبَ المفكِّرُ الفَطِنُ
من سُفُنٍ كالنَّعَام مُقْبِلةٍ ... ومن نَعامٍ كأنَّه سُفُنُ
ويدخل في هذا الباب قول عليّ بن العبّاس:
ولم أتَعلَّمْ قَطُّ من ذي سِبَاحةٍ ... سِوَى الغَوْصِ والمضعوفُ غيرُ مُغالِبِ
ولِمْ لا ولَوْ أُلْقيِتُ فيها وصَخْرةً ... لَوَافَيْتُ منها القَعْرَ أوَّلَ رَاسِبِ
وأَيْسَرُ إِشْفَاقي من الماءِ أنّني ... أَمُرُ به في الكُوزِ مَرَّ المُجَانِبِ
وأخَشْىَ الرَّدَى منه على كلّ شارِبٍ ... فكيفَ بأمْنِيهِ على كُلّ رَاكِبِ
وقد ألمَّ عليٌّ في هذا المعنى بقول أبي نواس، وهو ماحدَّثنا به محمّد به يحيى قال: حدَّثنى عليُّ بن سراجٍ، عن أبي وائلٍ اللَّخميَ قال: حدَّثني إبراهيم بن الخصيب قال: وقف أبو نواسٍ بمصر على النِّيل، فرأى رجلاً قد أخذه التِّمساح فقال:
أَضْمرتُ للنِّيل هِجْرَاناً ومَقْلِيَةً ... إذ قيل لِي إنّما التِّمساحُ في النِّيلِ
فمَنْ رَأَى النيلَ رَأْىَ العَيْنِ من كَثَبٍ ... فمَا أرَى النِّيلَ إلاّ في البَوَاقِيلِ
البَوَاقِيل: الكِيزانُ، واحدها بُوقَالٌ.
باب
في الرِّياع والمنازل والأطلال وذكر السَّراب والآل
نام کتاب : الأنوار ومحاسن الأشعار نویسنده : الشمشاطي جلد : 1 صفحه : 80