responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال من الكتاب والسنة نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 1  صفحه : 283
نُودي فيهم بالرحيل حِين انفجار الصُّبْح فَفتح بَاب الْمَدِينَة فَخَرجُوا فراكب على هملاج بلغ الْمنزل ضحوة قبل أَن يَنَالهُ حر النَّهَار فَوجدَ الْمنزل خَالِيا فَنزل على مختاره فِي ألطف مَكَان وأنزهه وَأَكْثَره مرفقا وَوجد الأعلاف مهيأة والسوق مزينا خَالِيا والمياه صَافِيَة والمساقي نظيفة طيبَة فينال من كل شَيْء على منيته واختياره حَتَّى إِذا انتصف النَّهَار جَاءَت الركْبَان على دَوَاب الْحمر مَعَ الأثقال وازدحموا على الْمنَازل فِي الْمنَازل ومالوا على الأعلاف والأسواق حَتَّى تضايقت الْأَمْكِنَة والأعلاف وَأَقْبلُوا على سقِِي الدَّوَابّ على الازدحام فَإِذا كَانَ آخر النَّهَار جَاءَت أَصْحَاب الدَّوَابّ القطف فوجدوا بَقِيَّة المَاء والأعلاف وَلم يَجدوا مَكَانا فِي الْمنزل فنزلوا فِي الصَّحرَاء وهم بعد فِي ضوء النَّهَار يبصرون أَن ينزلُوا ويجدوا شَيْئا من الْعلف وَالْمَاء وَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَتَّى إِذا أَمْسوا جَاءَت الرجالة فنزلوا حول الْمنزل بالبعد من الْمرَافِق وَلم يَجدوا شَيْئا من الْمِيَاه والأعلاف إِلَّا بَقِيَّة وَمن المساقي المَاء مَعَ الكدورة والطين حَتَّى إِذا جن اللَّيْل جَاءَت الرجالة الزمنى والأعرجون والعميان وَنَحْوهم يتخبطون الطَّرِيق وَلَا يَجدونَ مَوضِع

تَعَالَى {فَإِن لَهُ جَهَنَّم لَا يَمُوت فِيهَا وَلَا يحيى} قَالَ (أما الَّذين هم أَهلهَا فَإِنَّهُم لَا يموتون وَلَا يحيون وَأما الَّذين لَيْسُوا من أَهلهَا فَإِن النَّار تميته إماتة ثمَّ يقوم ويشفع)
مَعْنَاهُ عندنَا أَن الَّذين لَا يموتون فِيهَا وَلَا يحيون لَيست لَهُم تِلْكَ الْحَيَاة الَّتِي فِي الْجنَّة لِأَن حَيَاة أهل الْجنَّة من قدس الْحَيَاة تَحت الْعَرْش فبنسيمها يحيا أهل الْجنَّة
حَيَاة أهل النَّار

وحياة أهل النَّار من غسالة أهل الْجنَّة حِين يشربون من مَاء الْحَيَاة على بَاب الْجنَّة حَتَّى تَزُول عَنْهُم أدناس الْآدَمِيَّة وأسقامها وأثقالها وأذاها فتجري تِلْكَ الغسالة إِلَى بَاب النَّار فتسقي أهل النَّار حَتَّى يحيوا بِتِلْكَ الغسالة وَلَا يتهنون بهَا فَتلك حَيَاة يَجدونَ بهَا ألم الْحَيَاة وَلَا يَجدونَ طيب الْحَيَاة فَلَا حَيَاة وَلَا موت فَهَذَا الْمَوْقُوف بَين يَدي الله تَعَالَى فِي الْعَار والتخزية أَشد عذَابا فِي ذَلِك الْخَوْف والهول وَالْحيَاء من الَّذِي أميت فِي النَّار وَالنَّار تحرق جسده وَالرَّحْمَة من الله تَعَالَى مُحِيطَة بِهِ لَا يزَال يَقْتَضِي بهَا نجاته وخلاصه حَتَّى يخلصه الله تَعَالَى ثمَّ يرْمى بِهِ إِلَى الْجنَّة طَاهِرا
مثل من يحْشر فِي الْموقف على تلون الْأَحْوَال

مثل من يحْشر الى الْموقف غَدا على تلون الْأَحْوَال مثل عَسْكَر

نام کتاب : الأمثال من الكتاب والسنة نویسنده : الترمذي، الحكيم    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست