لا ينفع حذر من قدر.
وكذلك المثل الذي لأكثم بن صيفي
من مأمنه يوتى الحذر.
يقول: إنَّ الحذر لا يدفع عنك ما لا بد منه وإن جهدت. وقوله: قد يوتى على يدي الحريص.
ومنه قولهم: استمسك فإنك معدو بك.
أي إنَّ المقادير تسوقك إليه. ومنه قول الحسن: " من كان الليل والنهار مطيته فانه يسار به وإن كان مقيماً " وقال شريح في الذين فروا من الطاعون: " إنا وإياهم من طالبٍ لقريبٌ " قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في هذا: كيف توقى ظهر ما أنت راكبه! أي كيف تنجو مما أنت داخل فيه. وقال أوس بن حارثة لابنه مالك: إنّما تعز من ترى ويعزك من لا ترى.