وإذا تذوكرت المكارم مرةً ... في مجل أنتم به فتقنعوا
باب موت البخيل وماله وافر لم يعط منه شيئاً
قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا: مات فلان ببطنته لم يتغضغض منها شيء.
والتغضغض: النقصان، وهذا المثل لعمرو بن العاص، قاله في بعضهم. ويقال في مثله: مات فلان وهو عريض البطان.
يقول: إنَّ ماله جم لم يذهب منه شيء وقد يضرب هذا المثل في أمر الدين، يقول: انك خرجت من الدنيا سليماً لم تثلم دينك، ولم يكلمه. ولعل عمرو بن العاص أراد هذا المعنى حين قال هذه المقولة لعبد الرحمن بن عوف: هنيئاً لك أبن عوف خرجت من الدنيا ببطنتك.
باب إعطاء البخيل مرةً في الدهر الطويل وزهد الناس في البخيل
قال أبو زَيد: من أمثالهم في هذا: إنّما هو كبارح الأروى.
يضرب للرجل الذي لا يكاد يرى، أو لا يكون منه الشيء إلاّ في الزمان مرةً. وأصل هذا أنَّ الأروى مسكنها من الجبال قنانها، فلا يكاد الناس يرونها سانحة ولا بارحة إلاّ في الدهر مرة. ومن أمثالهم في البخيل يتحاماه الناس: