باب صفة البخيل مع السعة والوجد
قال الأصمعي: يقال في ذلك: رُبَّ صلفٍ تحت الراعدة.
قال: والراعدة هي السحابة ذات الرعد، والصلف: قلة النزل والخير، يقول: فهذا على كثرة ما عنده مع المنع كتلك الغمامة التي فيها الماء الكثير والرعد مع صلفها. وقال الأموي في مثله أو نحوه: انك لنكد الحظير.
إذا كان منوعاً لمّا عنده. وجمع النكد أنكاد ونكد، ومنه قول الكميت بن زيد الأسدي:
نزلت به أنف الربي ... على وزابلت نكد الحظائر
قال أبو عبيد: أراه سمى أمواله حظيرة لأنها قد حظرها عنده ومنعها، فهي حظيرة، في معنى محظورة، كما قال: حبيبة، في معنى محبوبة، وربيطة، في معنى مربوطة. ومثله كثير في كلامهم بالهاء وبغير الهاء.
باب البخيل يمنع ماله ويأمر غيره بالبخل.
قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا قولهم: الحر يعطي والعبد يألم قلبه.
أي أنّه ليس يجود، ويشق عليه جود غيره. قال أبو عبيد: ومثل العامة في هذا: يمنع دره ودر غيره.
وأصل الدر: اللبن، ثم يجعل مثلا في كل نيل.