حبك الشيء يعمي ويصم.
وهذا المثل يروى عن أبي الدرداء. ومن حديث أبن عباس " ما ذكر الله الهوى في موضع من كتابه إلاّ ذمه " وقول الشعبي: إنّما سمي هوى لأنّه يهوي بصاحبه. وقال بعض الحكماء: إذا أشكل عليك أمران فلم تدر أيهما أدنى إلى الصواب والسداد فأنظر أثقلهما عليك فاتبعه ودع الذي تهوى، فانك لا تدري لعل الهوى هو الذي زينه في قلبك، وحسنه عندك.
باب التحذير من المعايب والشين في صحبة من تكره
قال أبو زَيد: من أمثالهم في التحذير قولهم: اتق الصبيان لا تصبك باعقائها.
يضرب للرجل تحذره ممن تكره له مصاحبته. وأصل الأعقاء أوّل ما يخرج من بطن المولود حين يولد، وأحدها عقي. وقال مؤرخ: ومن أمثالهم في هذا قولهم: نزو الفرار استجهل الفرارا.
قال: وهو ولد بقر الوحش يقال له: فرير وفرار، مثل: طويل وطوال، فإذا شب وجدل وقوي أخذ في النزوان فمتى رآه غيره نزا لنزوه. يضرب هذا لمن تتقى مصاحبته. يقول: انك إذا صحبته فعلت فعله. قال الأحمر: ومن أمثالهم في كراهة المعايب قولهم: