الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة، وإفراط الأنس مكسبة لقرناء السوء.
قال أبو عبيد: يريد أنَّ الاقتصاد في الأمور أدنى إلى السلامة، وكذلك هذا المثل في الدين ومنه قول علي بن أبي طالب: خير الناس هذا النمط الأوسط، يلحق بهم التالي، ويرجع إليهم الغالي ومنه قول أبي موسى في حامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه. فالغالي فيه هو المفرط في اتباعه حتى يخرجه إلى إكفار الناس، مثل الخوارج، والجافي عنه: المضيع لحدوده، والمسخف به. ومثله قول مطرف بن الشخير: الحسنة بين سيئتين وخير الأمور أوساطها. وشر السير الحقحقة.
ومن أمثالهم في القصد بين الأمرين قولهم إذا سئل عن الشيء قال: بين الممخة والعجفاء.
باب الإنابة بعد الاجترام وما في ذلك من الرشاد
قال أبو عبيد: من أمثالهم في هذا قولهم: عاد غيث على ما افسد.
يضرب للرجل يحسن بعد الإساءة. ومن أمثال أكثم بن صيفي: