responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمتاع والمؤانسة نویسنده : أبو حيّان التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 134
وأجنحة العقبان مفصّلة شبه ريشها.
وبصرها قويّ بعيد تحت الشّعاع المستنير.
ويقال: إنها أبصر الطير.
الحجل يأتي أعشاش نظرائه فيسرق بيضها ثم يحضنها، فإذا تحرّكت الفراخ وطارت لحقت بأمّهاتها.
البوم مأواه ومحلّه الخراب، يوافقه اللّيل، لأنّه باللّيل بصير وبالنهار كليل، مع حبّه التوحّد والخلوة بنفسه، وبينه وبين الغربان عداوة ما تنقضي.
النّسر يتّخذ وكره في المكان العالي المرتفع، وعليه يقع وفيه ينام كالراصد، إما في ذروة الجبل أو في وسطه من شظاياه وثناياه وموضع المنعة.
وإذا حملت زوجته مضى إلى الهند فأخذ من هناك حجرا كهيئة الجوزة إذا حرّك سمع به صوت حجر آخر- يتحرّك في وسطه- كصوت الجرس، فإن عسرت على زوجته الولادة جعلت ذلك الحجر تحتها وعلت عليه فيذهب عنها العسر.
قال: ورأيت مرّة أنثى من جنس الطير مات زوجها فامتنعت من الطعام والنوم ليالي كثيرة صارت فيها كالنائحة الباكية على زوجها بتنفّس الصعداء وزفرات الحزن لا تلقط أيّاما متتابعة شيئا.
البزاة من طبيعتها أن تداوي أنفسها وفراخها فلا تموت، لأنّها تستعمل في بعض المرض والداء نبتة تعرفها وتعرف طبّها ... «ومنه ما ينقص ويزيد» ؟.
النعام: لا يعول أفراخه إلا أيّاما يسيرة، ثم يدحضها ويطردها من عنده إنكار لها.
الغداف لا يبيض ولا يفرخ من سفاد، فإذا أفرخت أنثاه فراخا لم يزقّها ولم يطعمها، إلا أنّ البقّ والبعوض يقع عليها لزهومتها ونتن لحمها، فتفتح أفواهها وتبلغ ما دخل فيها من ذلك البقّ، فهو يمسكها ويقوّيها.
أنحاء طيران الطير مختلفة كاختلاف الطير، بعضها يطير قريبا من الأرض كالبط وما أشبهه، وبعضها يرتفع، غير أنّه لا يبعد، كالحمام والغربان، وبعضها يحلّق تحليقا، كالعقاب والصّقور والأجادل والبزاة.
وما كان من الطير بدنه أعظم من جناحه فهو قريب الطيران من الأرض، لسرعة إعياء أجنحته واضطراره إلى الوقوع على الأرض.
البيضانيّ والأبغث: هذا طائر يحبّ ولده، فإذا تحرّكت فراخه ودرجت ضربت وجهه بأجنحتها فيدعوه المحك والغضب المطبوعان فيه إلى قتلها، فإذا ماتت اكتأب عليها الأبوان وأقاما عليها شبه المأتم ثلاثة أيّام، ثم إن الأمّ في اليوم الثالث تشقّ جنبها حتّى يقطر دمها على تلك الفراخ، فيصير ذلك نشورا لها بعد موتها.

نام کتاب : الإمتاع والمؤانسة نویسنده : أبو حيّان التوحيدي    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست