أخبرني محمد بن المرزبان وجعفر بن قدامة، قالا: حدثنا أحمد بن أبي طاهر، واللفظ لجعفر، قال: جلبت فضل الشاعرة، من البصرة، فاشتراها رجل من النخاسين يقال له: حسنوية بعشرة الآف درهم، وبلغ خبرها محمد بن الفرج الرخجي أخو عمر بن الفرج الرخجي، فاشتراها وأهداها الى المتوكل.
قال جعفر بن قدامة وقال محمد بن خلف أن الذي إبتاعها محمد أخوه، فأهداها إلى المتوكل، فكانت تجلس في مجلسه على كرسي، تقارض الشعراء والشعر بحضرته، فألقى عليها يوماً أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي:
قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطى إلي ما لم يركب
كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... لبست وحبة لؤلؤ لم تثقب
فقالت فضل مجيبة له:
إن المطية لا يلذ ركوبها ... حتى تذلل بالزمام وتركب
والدر ليس بنافع أربابه ... حتى يؤلف بالنظام ويثقب
وفي رواية جعفر حتى تذلل بالزمام وتركبا.