responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 410
ولم تزو جنانها الكهانا ... وصادفت دون العلى شهبانا
يمنعها أن تغرب الأغنانا
(أقم الفحل) : شوله. إذا ضربها كلّها و (الأعنانا) : نواحي السّماء. ثم صرخ صرخة اشتعل منها الوادي نارا، فخررت صعقا، فما استيقظت إلا بأصوات أصحابي فاظ واللّات فاظ ذللا فانتبهت، واقتصصت عليهم قصّتي ورجعنا من سفرنا وقد شاع خبر النبي صلى الله عليه وسلم في العرب.
وحكى الهيثم بن عدي عن شيوخه قال: انطلقت أمّ مالك وطيئ ابنا سبأ وهما ابنا أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان حين ترعرعا إلى كاهنة يقال لها: شهيرة بأرض سبأ بموضع يقال له: بلخع لتنظر إليهما وتقول فيهما، وساقت معها إبلا فوجدت في طريقها سحق نعل، فجعلتها في كرية نخل، ثم دفعتها إلى رجل معها من قومها يقال له: صعل، فقالت: أخبىء هذا معك حتى نثور الكاهنة بشيء قبل المسألة، فلمّا انتهت إليها عقلت ببابها ثم قالت: يا شهيرة إني قد خبّأت لك خبئا فأخبريني به قبل المسألة، فقالت: أقسم بالشّمس والقمر، والكثكث والحجر- والرّياح والمطر، لقد خبّأت لي جلد بقر أشعر، وما به شعر محضر، أو ما به حضر. قالت أحلف بالسّهل والجبل والجدي والحمل، والقمر إذا أفل، وما حنّ بنجد من جمل، أن قد خبّأت لي فرد نعل، في كرنافة نخل- مع رجل يدعى صعل- رب شاة وحقل، قالت:
صدقت فأخبريني عمّا جئت أسألك عنه، قالت: تسألين- عن غلامين ولدا في يومين- في بطن توأمين، (أحدهما) : ربعة جعد، تعني طيا، و (الآخر) : سبط نهد تعني مالكا. قالت:
صدقت، فأخبريني عنهما، قالت: أهما معك؟ فأراهما أم نسجع نبقت عنهما؟ قالت: هما معي فنظرت إليهما ثم أقبلت على مالك فقالت: يكون من ولده قبائل وعدد ومصاليت نجد، ورأس وكتد وحق وفند، يصيبون ويصابون، ويلحم عليهم ويلحمون الحق لا المين.
ثم نظرت إلى طيء فقالت: يكون في ولده سماح وجلد وإباء ونكد وعرام وسدد يأكلون ولا يؤكلون، شديد والكلب، قليلو السّلب، الحق لا الكذب.
فهذا عنوان ما يحكى عن كهانتهم وغيض من فيض ما يتلى من آياتهم وعبرهم وكلّ ذلك كان قبيل ما أراد الله تعالى اطلّاعه من شأن النّبوة بعد الفترة الممتدة، لأنّه هو الحكيم العالم يسبّب الأسباب لما يقضيه- ويهيئ الآراب والدّواعي لإتمام ما يمضيه، ويزيح العلل عما يتعبدّ به، ويسهّل الطرق إلى ما يدعو إليه حتى تصير المدارج صاحبة للسّالكين والدلائل متوافية للنّاظرين والمراصد ظاهرة للمعتبرين، وأبواب الفلاح مفتتحة للمسترشدين.
فلما دنا وقت خلق النبي صلى الله عليه وسلم واصطفائه إيّاه لبعثه ورسالته وكان في الجنّ من يقعد

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست