responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 188
روحوا العشيّة روحة مذكورة ... إن متن متن وإن خيين خيينا
إن متن متن وإن حيين فلا أرى ... لا كالعشيّة إن بقين بقينا
واعلم أنّ قول القائل: ما برحت أفعل كذا براحا. أي أقمت على فعله مثل ما زلت أفعله، وهذا في الزّمان ولا بدّ له من خبر. فإن قلت: ما برحت من مكان كذا، فالمعنى ما زلت براحا وبروحا، وهذا في المكان كالأوّل في الزّمان وقد مضى القول فيه، ويمضي في غير موضع من هذا الكتاب.
وقد قيل: إنّ براح اسم للشّمس معدول عن البارحة الزّايلة مثل قطام وقولهم جبل براح يوصف به الأسد والشّجاع، لأنّ زواله متعذّر كأنه شدّ بالجبال، وهذا غريب فيما يشتق، ومثله قول القائل: البارح من الظّبا والطّير هو المنحرف عن الرّامي إلى جهة لا تمكّنه من الرّمي، والسّانح المقبل المتعرّض في جهة تمكن. قال: ولذلك يتشاءم بالبارح، ويتيمّن بالسّانح، قال: فأمّا من تيمّن بالبارح، فلأنه نجا، ومن تشاءم بالسّانح لأنه هلك. وقول ابن الأحمر:
غدوا وأعدّوا الحيّ الزّيالا ... وشوقا لم يبالوا العين بالا
الغدو يحتمل أمرين: يجوز أن يكون مصدرا، ويجوز أن يكون اسم اليوم الذي يلي يومك، فإن جعلته مصدرا يكون مثل غدا غدوا، ويكون مفعولا وواعدوا الزّيال المفعول الثاني، وينعطف عليه شوقا كأنّهم لمّا وعدوا بالزّيال المهيّج للشّوق فقد وعدوا بالشّوق.
ومثله الغدوّ في القرآن: غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ
[سورة سبأ، الآية: 12] فالغدوّ:
مصدر بدلالة أنّه قابله بالرّواح، والتّقدير مسيرة غدوّها مسيرة شهر، وإن جعلته اسم اليوم فمثله قوله: بها يوم حلّوها وغدوا بلاقع. والمعنى في غدو: أعدوا الحيّ الزّيال وشوقا، ويكون المفعول الثّاني محذوفا، وأما قوله تعالى: وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ
[سورة الرعد، الآية: 15] فيجوز أن يكون الغدوّ: جمع غد مثل نحو ونحو، ويقوّي ذلك أنّه قوبل به الجمع الذي هو الآصال، ويجوز أن يكون المصدر، ويقويه قوله: بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ
[سورة آل عمران، الآية: 41] وقال:
أفد الرّحيل وليته لم يأفد ... فاليوم عاجله ونعذل في غد
أي اليوم عاجل البين، ونعذل في غد أي في أخبار غد يضيف المصدر إلى المفعول به لأنّه خرج بانجراره من أن يكون ظرفا، فهو مثل: من دعاء الخير، وبسؤال نعجتك، وقال:
وليس عطاء اليوم مانعه غدا. أي مانعه عطاء غد فحذف المضاف.

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست