responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 185
فأشبه الغايات من نحو: قبل وبعد وما أشبههما، لأنّها هي مفردة تضمّنت معنى المضاف إليه وهو معرفة فبنيت جميعا لذلك، إلّا أنّ الغايات وجب أن تبنى على حركة لأنها ممّا قد يتمكّن في غير هذا الموضع، فصارت لها مزيّة على ما لا يتمكّن البتّة، فبناؤها لما لها في أوّل أمرها وحيث وجب أن تبنى على سكون لعدمها تلك المزيّة، لكنّه حرّك آخره لالتقاء السّاكنين.
وفي حيث لغات أربع: حيث وحيث وحوث وحوث، فالضّم لدخوله في شبه الغايات مما ذكرناه والفتح لخفّته. وحكى الكسائي عن بعضهم أنّهم يكسرون حيث فيقولون: من حيث لا يعلمون كسرة إعراب، ويمكن في هذا أن يقال فيه: إنّه شبّه باسم الزمان إذا أضيف إلى غير متمكّن، نحو من خزي يومئذ ويومئذ وعلى حين عاتبت وحين عاتبت.
والغايات أصلها الظّروف وإعرابها في الأصل: للنّصب والجر، وكان تمامها بما كانت تضاف إليه، فأفردت عنه اعتمادا على علم المخاطب به وجعلت في نفسها غاية الكلام ونهايته، حتّى كأنّه لا افتقار فيه إلى غير هذا، وقد ضمّن معنى ما كان مضافا إليه ويصير به معرفة، والاسم إذا تضمّن معنى حرف فحقّه أن يبنى، وإنّما قلنا: ويصير به معرفة أنك لو نكّرته لأعرب وأجري على أصله، تقول: جئت قبلا وبعدا كما تقول: أولا وآخرا كما أنّك لو أضفته، فقلت: من قبل كذا، ومن بعد كذا لأعرب ولم يبن.
وقال أبو العباس: يقول في الجملة: إنّ كلّ ما كان حقّه الإضافة فحذفت منه استغناء بعلم المخاطب فإنّه معرفة من غير جهة التّعريف وحقّه البناء، فمن ذلك: قبل- وبعد- وأوّل- ومنذ- وليس- وغير- يدلّك على حذف المضمر ما يحذفه بعد حرف الاستثناء إذا قلت: عنده درهم ليس إلّا، حذفت ما بعد إلّا استغناء ومنها: من عل ويا زيد، ومنها: قطّ وهو لما مضى من الدّهر وحسب وهي للاكتفاء ومعنى قطّ فيما مضى فانقطع، والقطّ القطع عرضا، والقدّ القطع طولا، فهو معرفة لا يدخله الألف واللّام ولا الإضافة.
وقال شيخنا أبو علي: قطّ اسم ينتظم أوّل وقت، ذي الوقت إلى آخر ما بلغه منه، فهو عبارة عن أمده ومدّته، فوجب لذلك أن يكون مضافا إلى ذي الوقت كما أضيف إليه قبل وبعد، فلمّا اقتطع عن الإضافة بني على الضّم كما بنّيا، ومثل قط في انتظامه أوّل الوقت إلى آخره، منذ: إذا أريد به تعريف أمد الشّيء وذلك نحو أن تقول: لم أر زيدا، فيقال: ما أمد ذلك، وما مدّته، يعني انقطاع الرّؤية فتقول: منذ عشرون يوما فابتداء الوقت وانتهاؤه هذا في انتظام الاسم الذي هو مدّة لهما، ومن ثم بني منذ أيضا على الضّم حيث كان غاية مثل قطّ، ويجوز في جوابه المعرفة والنكرة وأبدا يدخله الألف واللّام لأنّه نكرة ومعنى أبدا فيما اتّصل وامتدّ من الوقت، ومنه الآبدة والأوابد. ومعنى قطّ مخفّفة مسكّنة إذا قلت: قطك ليكفك

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : المرزوقي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست