نام کتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا نویسنده : عفيف عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 225
المنهج الاجتماعي:
إن دراسة العلاقة بين الأدب والمجتمع قديمة قدم فكرة المحاكاة عند اليونان "أفلاطون وأرسطو", لكنها دخلت في القرن العشرين آفاقًا جديدة جعلتها مدار بحثٍ بين كثير من المهتمين بالأدب ودارسيه من الذين لم يرضوا عمَّا قيل في هذا المضمار منذ أفلاطون حتى أساطين النقد الاجتماعي، بحيث التقى الناقد الخلاق بمنهجه وبصيرته وحساسيته الأدبية، بدارس التاريخ الأدبي بمعرفته الوضعية وأساليبه التصنيفية، بعالم الاجتماع بعمليته والمعايرية ودراساته الميدانية. وكان التقاؤهم ينطوي على محاولة جادة للوصول إلى فهم أعمق وأخصب للظاهرة الأدبية المعقدة بأبعادها الذاتية والمجتمعية.
وإن أقدم تناول مباشر حاول رسم بناء نظري وفلسفي للعلاقة بين الأدب والمجتمع يعود إلى الفكر الإيطالي فيكون "1668-1774م" في كتابه المشهور "مبادئ العلم الجديد", الذي ضمَّنه نظريته الفلسفية والحضارية المعروفة بنظرية الدورة التاريخية، وبلوْرَ فيها فهمه النابع لدور الإنسان في خلق عالمه الاجتماعي وعلاقاته ومؤسساته, ومن ثَمَّ فنونه الإبداعية، وضرورة تحليل هذا كله بمصطلح علمي مادي وليس بمصطلح لاهوتي أو كنسي, وأقام "فيكو" على هذه الأرضية العلمية أوّل محاولة منظمة للربط بين أشكال التعبير الأدبي وطبيعة الواقع الاجتماعي.
وجاءت بعده مدام دي شتال "1766-1817" فألفت كتابًا بعنوان: "تناغم الأدب مع المؤسسات الاجتماعية":1800م" استعانت فيه بمفاهيم مونتسيكو "1689-1755" الاجتماعية, وببعض آراء معاصرها الألماني هيردر "1744-1803م" التي تقول بأن "كل عمل أدبي يتغلغل في بيئة اجتماعية
نام کتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا نویسنده : عفيف عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 225