نام کتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين نویسنده : الأعلم الشنتمري جلد : 1 صفحه : 78
شربت بماء الدحرضين فأصبحت ... زوراء تنفر عن حياض الديلم
وكأنما تنأى بجانب دفها ال ... وحشي من هزج العشي مؤوم
هر جنيب كلما عطفت له ... غضبى اتقاها باليدين وبالفم
أبقى لها طول السفار مقرمدا ... سنداً ومثل دعائم المتخيم
بركت على ماء الرداع كأنما ... بركت على قصب أجش مهضم
وكأن ربا أو كحيلا معقداً ... حش القيان به جوانب قمقم
ينباع من ذفرى غضوب جسرة ... زيافة مثل الفنيق المقرم
إن تغد في دوني القناع فإنني ... طب بأخذ الفارس المستلم
أثنى علي بما علمت فإنني ... سمح مخالقتي إذا لم أظلم
فإذا ظلمت فإن ظلمي باسل ... مر مذاقته كطعم العلقم
ولقد شربت من المدامة بعدما ... ركد الهواجر بالمشوف المعلم
بزجاجة صفراء ذات أسرة ... قرنت بأزهر في الشمال مقدم
فإذا شربت فإنني مستهلك ... مالي، وعرضي وافر لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصر عن ندى ... وكما علمت شمائلي وتكرمي
وحليل غانية تركت مجدلا ... تمكو فريصته بشدق الأعلم
عجلت يداي له بمارق طعنة ... ورشاش نافذة كلون العندم
هلا سألت القوم يا ابنة مالك ... إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابح ... نهد تعاوره الكماة مكلم
طوراً يعرض للطعان وتارة ... يأوي إلى حصد القسي عرمرم
يخبرك من شهد الوقائع أنني ... أغشى الوغى وأعف عند المغنم
فأرى مغانم لو أشاء حويتها ... ويصدني عنها الحيا وتكرمي
ومدجج كره الكماة نزاله ... لا ممعن هرباً ولا مستسلم
جادت يداي له بعاجل طعنة ... بمثقف صدق الكعوب مقوم
برحيبه الفرغين يهدي جرسها ... بالليل معتس السباع الضرم
كمشت بالرمح الطويل ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم
وتركته جزر السباع ينشنه ... ما بين قلة رأسه والمعصم
ومشك سابغة هتكت فروجها ... بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
ربذ يداه بالقداح إذا شتا ... هتاك غايات التجار ملوم
بطل كأن ثيابه في سرحة ... يحذى نعال السبت ليس بتوءم
لما رآني قد قصدت أريده ... أبدى نواجذه لغير تبسم
فطعنته بالرمح ثم علوته ... بمهند صافي الحديدة مخذم
عهدي به شد النهار كأنما ... خضب اللبان ورأسه بالعظلم
يا شاة ما قنص لمن حلت له ... حرمت علي وليتها لم تحرم
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي ... فتحسسي أخبارها لي واعلي
قالت رأيت من الأعادي غرة ... والشاة ممكنة لمن هو مرتم
وكأنما التفتت بجيد جداية ... رشاء من الغزلان حر أرثم
نبئت عمراً غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثة لنفس المنعم
ولقد حفظت وصاة عمي بالضحا ... إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم
في حومة الموت التي لا تشتكي ... غمراتها الأبطال غير تغمغم
إذ يتقون بي الأسنة لم أخم ... عنها ولم أني تضايق مقدمي
لما رأيت القوم أقبل جمعهم ... يتذامرون كررت غير مذمم
يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبنان الأدهم
مازلت أرميهم بثغرة نحره ... ولبانه، حتى تسربل بالدم
فازور من وقع القنا بلبانه ... وشكا إلي بعبرة وتحمحم
لو كان يدري ما المحاورة أشتكي ... أو كان يدري ما جواب تكلمي
والخيل تقتحم الخيار عوابسا ... ما بين شيظمة وأجرد شيظم
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ... قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
ذلل جمالي حيث شئت مشايعي ... قلبي، وأحفزه برأي مبرم
إني عداني أن أزورك فاعلمي ... ما قد علمت وبعض مالم تعلمي
حالت رماح أنني بغيض دونكم ... وزرت جواني الحرب من لم يجرم
ولقد كررت المهر يدمى نحره ... حتى اتقتني الخيل يا بني حذيم
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والناذرين إذا لم ألقهما دمي
إن يفعلا فلقد تركت أباهما ... جزراً لخامعة ونسر قشعم
تحليل القصيدة
نام کتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين نویسنده : الأعلم الشنتمري جلد : 1 صفحه : 78