نام کتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين نویسنده : الأعلم الشنتمري جلد : 1 صفحه : 57
فلا تأمني غزو أفراسه ... بني وائل وازهبيه جديلا
وكيف اتقاء امرئ لا يئو ... ب بالقوم في الغزو حتى يطيلا
بشعث معطلة كالقسي ... غزون مخاضاً وأدين حولا
نواشز أطباق أعناقها ... وضمرها قافلات قفولا
وإذا أدلجوا لحوال الغوا ... ر لم تلف في القوم نكساً ضئيلا
ولكن جلداً جميع السلا ... ح ليلة ذلك عضاً بسيلا
فلما تبلج ما فوقه ... أناخ فشن عليه الشليلا
وضاعف من فوقها نثرة ... يرد القواضب عنها فلولا
مضاعفة كأضاة المسي ... ل تغشى على قدميه فضولا
فنهنهها ساعة ثم قا ... ل للوازعين خلوا السبيلا
فأتبعهم فيلقاً كالسراب ... جأواء تتبع شخباً ثعولا
عناجيج في كل رهو ترى ... رعالاً سراعاً تبارى رعيلا
جوانح يخلجن الظبا ... ء يركضن ميلاً وينزعن ميلا
فظل قصيراً على صحبه ... وظل على القوم يوماً طويلا
@طرفة بن العبد ترجمته والمختار من شعره
طرفة الشاعر الشاب 540 - 565 م
ترجمة الشاعر
تمهيد
طرفة شاعر صاحب شخصية واضحة في شعره، وصاحب مذهب واضح في حياته، وداعية من دعاة اللهو واللذة والعبث، وشاب جمع إلى فتوة الشاب وطيشه حكمة الشيوخ وتفكيرهم، ويعجب النقاد والمستشرقون به وبشخصيته وشعره إعجاباً شديداً؛ وشعره صورة واضحة لحياته كل الوضوح، بما كان فيها من مطامح وآمال وآلام وأحداث.
أسرة الشاعر وبيئته
1 - وطرفة شاعر فحل من أعلام الشعر الجاهلي، وهو من ربيعة من بكر بن وائل إحدى قبيلتيها العظيمتين المشهورتين - وهما بكر وتغلب - فهو بكري ربعي.
وربيعة أخت مضر في الشرف والسيادة وضخامة الحسب والقوة والعدد. وبكر أخت تغلب في المجد والجاه والعزة والأنفة، وهما جميعاً من ربيعة. ومن شعراء بكر: الحارث بن حلزة الشاعر الجاهلي المشهور والمعدود من أصحاب المعلقات، وتوفي أواخر القرن السادس الميلادي، ومنهم المرقش الأكبر والمرقش الأصغر.
ذلك هو نسب الشاعر بين العرب وحسبه، أما أسرته القريبة فهي سعد بن مالك من بني قيس. إذ هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل من ربيعة بن نزار من عدنان الجد الأعلى للعرب الحجازيين العدنانيين كما علمت.. واسم طرفة عمرو، وكنيته أبو عمرو.
2 - كان قومه في عزة ومنعة بعددهم وحسبهم وشرفهم ومكانتهم بين العرب وكان جده سفيان موصوفاً بالشرف والرئاسة، وكان أبو شاباً قوياً ظاهر الفتوة والجرأة والإقدام، مات وطرفة طفل صغير. وترك غير طرفة ابناً آخر اسمه معبد ورد ذكره في معلقة طرفة:
إذا مت فانعيني بما أنا أهله ... وشقي على الجيب يا ابنة معبد
وأم طرفة اسمها وردة، وورد ذكرها في شعره، قال:
ما تنظرون بحق وردة فيكمو ... صغر البنون ورهط وردة غيب
ولا نعلم من أمر وردة هذه شيئاً آخر غير هذا البيت، ولكننا نعرف أن المتلمس الشاعر خال طرفة، فهو غالباً أخو وردة لأمه وأبيه، وتكون هي بنت عبد المسيح من بني ضبيعة من بكر من ربيعة من عدنان، فصلة القرابة واضحة بين أسرتي والدته وأبيه.
3 - كان طرفة وقومه يعيشون في البحرين، وهي واقعة في شرق الجزيرة العربية وتمتد من عمان إلى حدود العراق، ومن أشهر مدنها هجر التي ضرب المثل بكثرة تمرها، فقالوا: "كناقل التمر إلى هجر"، ومن مدنها كذلك "قطر" كان يسكن البحرين قبائل كثيرة من العرب، وجوها جميل معتدل نوعاً لقربها من البحر، وهي قريبة من الحيرة وكانت تخضع لنفوذها.. والقبائل التي تعيش فيها والشعراء الذين نشأوا في أرضها لهم صلات واضحة بملوك الحيرة الذين يخضعون لنفوذ أكاسرة الفرس وسلطانهم.
وهذه البقعة من أرض الجزيرة العربية قريبة من العراق وإيران، يمر بها الكثير من المسافرين بين هذه البلاد، وهي خاضعة للحيرة، والحيرة ملتقى الأفكار والديانات والمذاهب المختلفة، وتعيش في ظلال قسط من الحضارة، والنصرانية منتشرة فيها، فلابد أن يكون لكل هذه العوامل الظاهرة أثرها في عقلية أبنائها وتفكيرهم في الحياة، وفي عقلية وتفكير شاعرنا طرفة بوجه خاص.
نام کتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين نویسنده : الأعلم الشنتمري جلد : 1 صفحه : 57