نام کتاب : اتجاهات الشعر العربي المعاصر نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 27
القافية وصرامة الشطرين، والثاني مصطلح " الشعر العمودي " في الدلالة على كل ما عداه، وأنا أرى أن كلا المصطلحين قاصران، فأما الشعر الحر؟ وهو المصطلح الذي قبلته نازك في كتابها " قضايا الشعر المعاصر " وهو أيضا الترجمة العربية للمصطلح الفرنسي vers libres [1] فليس حرا؟ بالمعنى المطلق - لأنه ما يزال يراعي رويا معينا وما يزال يخضع للإيقاع المنظم، خصوصا إذا شئنا أن نفصل بينه وبين ما يسمى " الشعر المنثور "، وهو فصل ضروري، فيما أرى، رغم إنكار الكثيرين لهذا الفصل [2] . على أن إيجاد تسمية شاملة لهذا اللون من الشعر ليس بالأمر السهل، ذلك أنني كلما قرأت شعر شاعر وجدتني أشتق للحركة الشعرية تسمية مستوحاة مما قرأته: حين أقرأ أدونيس يلوح لي أن هذا الشعر؟ وأرجو أن يؤمن القارئ بأني جاد كل الجد - يسمى " المرايا الحارقة " وحين أقرأ بلند الحيدري يصبح اسم هذا الشعر " الحارس المتعب "، وإذا قرأت البياتي وجدت أن هذا الشعر اسمه " الأقنعة السبعة "، وعندما أنتهي من قراءة خليل حاوي أجد أوفق اسم لذلك الشعر: " عرس قانا الجليل فوق بيادر الجوع "، وتلم بي تهويمة وأنا أقرأ شعر محمود درويش فأظن ما قرأته يسمى " كيف تتحدث الريح الشمالية إلى البرتقال [1] يميز الفرنسيون بين الشعر متحرر وشعر حر وقصيدة نثرية أو شعر منثور، ولكن الفصل الدقيق بين هذه الأشكال - بسبب طبيعة الأوزان في تلك اللغة ليس متيسرا دائما. [2] أن هذا الموقف، يعني تمييزا في التحليل النقدي بين الشعر الذي يعتمد إيقاعاً منتظما والشعر المنثور، وقد حاولت في هذا الكتاب أن اقصر شواهدي على النوع الأول، ما عدا استثناءات قليلة - ميزتها في مواضيعها - لأن الشاهد فيها قوي الدلالة على الفكرة التي أعالجها لا على المستوى الشعري الفني.
نام کتاب : اتجاهات الشعر العربي المعاصر نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 27