وَأَقُول الأَصْل فِي الْمُبْتَدَأ أَن يكون معرفَة وَلَا يكون نكرَة إِلَّا فِي مَوَاضِع خَاصَّة تتبعها بعض الْمُتَأَخِّرين وأنهاها الى نَيف وَثَلَاثِينَ وَزعم بَعضهم أَنَّهَا ترجع الى الْخُصُوص والعموم
فَمن أَمْثِلَة الْخُصُوص أَن تكون مَوْصُوفَة اما بِصفة مَذْكُورَة نَحْو {وَلأمة مُؤمنَة خير من مُشركَة} {ولعَبْد مُؤمن خير من مُشْرك} أَو بِصفة مقدرَة كَقَوْلِهِم السّمن منوان بدرهم فالسمن مُبْتَدأ أول ومنوان مُبْتَدأ ثَان وبدرهم خَبره والمبتدأ الثَّانِي وَخَبره خبر الْمُبْتَدَأ الأول والمسوغ للابتداء بمنوان أَنه مَوْصُوف بِصفة مقدرَة أَي منوان مِنْهُ
وَمِنْهَا أَن تكون مصغرة نَحْو رجيل جَاءَنِي لِأَن التصغير وصف فِي الْمَعْنى بالصغر فكأنك قلت رجل صَغِير جَاءَنِي
وَمِنْهَا أَن تكون مُضَافَة كَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمس صلوَات كتبهن الله على الْعباد