هذا كلامٌ صحيحٌ، بارك الله فيك. لكن أنا أريد أن أنبه على مسألة الاختلاف في الدلالة على التقليل وعلى التكثير، الذين يرون أنها دالةٌ على التكثير كثير، والذين يرون أنها دالة على التقليل قليل، ولذلك يستشهدون بقول الشاعر:
ألا رُبَّ مولودٍ وليس له أبٌ وذي ولد لم يلده أبوان
يقولون هذه لا يوجد إلا واحدٌ وواحد، مولود وليس له أبٌ وهو عيسى بن مريم، وذي ولدٍ شخص عنده أولاد وليس له أبوان، من هو؟ آدم عليه السلام، وهذا ما يوجد من كل واحدٍ منهما إلا واحد، لكن في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (يا رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ يوم القيامة) ، فـ"رُبَّ" على التكثير، فبعضهم وهو الغالب والكثير من النحويين أنهم يرون أنها تدل على التكثير، والقليل يرون أنها تدل على التقليل غالبًا.
هذه "رُبَّ"، أريد من حروف الجر التي تدخل على الظاهر والمُضمر مع التمثيل.
أجاب أحد الطلبة:
من الحروف التي تجر الظاهر والمضمر من وإلى وعن وعلى.
سأل الشيخ:
واحد منها مع تمثيله؟
أجاب الطلبة:
? وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ? [البقرة: 210] ، ? وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ? [المائدة: 18] .
أكمل الشيخ كلامه:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونكتفي بهذا القدر اليوم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ.