قال المؤلف: (فالاسم يُعرف بالخفض) وهذه عبارةٌ كما يقول صاحبكم إنها من عبارات الكوفيين، البصريون يعبرون بالجر مكان الخفض، ولا مشاحة في الاصطلاح، فهو عبر بالخفض بناءً على ما يعتبره الكوفيون، وسنجد أن بعض المسائل الأخرى اعتمد فيها المصنف رحمه الله على أراء الكوفيين وعلى مصطلحاتهم، قال: (فالاسم يُعرف الخفض، والتنوين، ودخول الألف واللام) .
الحق أن هذه الثلاثة أمور أعظم ما يتميز به الاسم، ابن مالك جعلها خمسة، وغيره أوصلها عشرة، وربما زاد بعضهم، ابن مالك ماذا يقول؟
بالجر والتنوين والندا وال ومسندٍ للاسم تمييزٌ حصل
يعني حصل تمييز الاسم بواحدةٍ من هذه العلامات، إذا وجدت الكلمة مجرورة فاعلم أنها اسم لأن الأفعال لا تجر والحروف لا تُجر، إذا وجدت أن الكلمة منونةً فاعلم أنها اسم، ولا يوجد التنوين في غير الأسماء، إذا وجدت الألف واللام داخلتين على كلمة فاعلم أنها اسم، سواءٌ كانت الـ هذه معرِّفة أو موصولة أو نحو ذلك فإنها لا تدخل إلا على الأسماء، وسنستثني بعض الاستثناءات سنذكرها إن شاء الله، أما كلام ابن مالك الذي قاله وهو إدخاله على علمتين أخريين وهما النداء والإسناد، فالنداء نحو قولك "يا عمر"، بل "يا الله"، تنادي ذا العزة والجلال بـ يا، فهذه إذا وجدت الكلمة مناداةً، مناداةً لأنه قد يدخل حرف النداء على غير الأسماء، لكنه في الحقيقة داخلٌ على مقدر، قال الله عزّ وجلّ ? قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ? [يس: 26] ، فدخلت على "ليت"، في الواقع أنهم أولوا هذا فقالوا إنها داخلةٌ على مُنادى مُقدر "يا سامعون ليت قومي يعلمون"، أو أن نقول هذه ليست حرف نداء، وإنما هي حرفٌ للتنبيه فقط وليست للنداء حتى تستمر قاعدتنا على ما هي عليه، فالنداء علامة من علامات الأسماء.