الثالث: أن يكون غاية في زيادة أو في نقصان، المثال قولك مات الناس حتى الأنبياء الآن توافرت الشروط كلها.
واحد أن المعطوف بها اسم ظاهر وهم الأنبياء.
اثنين أنه بعض من المعطوف عليه لأن الأنبياء بعض الناس.
الثالث أنه غاية إما في زيادة وإما في نقصان وهو غاية في الزيادة هنا، وأما الغاية في النقصان فقولك مثلاً غلبك الناس حتى الصبيان، فالصبيان هنا غاية ولكنه غاية في النقص، وقد ذكرنا شروط حتى وما يتعلق بها.
ننظر إلى قول المصنف، رحمه الله بعد أن ذكر هذه الأدوات وبينا ما فيها وكيف تكون عاطفة، ننتقل إلى شرح قول المصنف (فإن عطفت على مرفوع رفعت أو على منصوب نصبت أو على مخفوض خفضت أو على مجزوم جزمت) هذا هو حق المعطوف أن تتبعه أو أن تعطيه حركة المعطوف عليه رفعاً أو نصباً أو خفضاً أو حتى جزماً، قال (تقول قام زيد وعمرو) هذا عطفت مرفوعاً على مرفوع (ورأيت زيداً وعمراً) هذا عطفت فيه منصوباً على منصوب (ومررت بزيد وعمرو) هذا عطفت فيه مجروراً على مجرور أو مخفوضاً على مخفوض.
أما قوله (وزيد لم يقم ولم يقعد) ففي نفسي منها شيء لأنه كرر لم فلعل جزم الفعل الثاني بلم وليس جزماً بسبب العطف، والمثال الصحيح في رأيي أن يقال لم يقم زيد ويقعد، لم يقم ويقعد حينئذ يكون العمل للعاطف، أما إذا كررت لم فإنه سيكون العمل لها وهذا آخر ما يقال في باب العطف.