هذه من ضمائر الرفع المنفصلة وقال سبحانه وتعالى ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر:9] إنا نحن أما إنا فضمير متصل أما نحن فضمير منفصل هذه أنواع الضمائر.
أشير إلى نقطة الضمير يا أيها الأحباب يُؤتى به للإيجاز والاختصار، فالأصل أنه كلما أمكنك أن تأتي بالضمير متصل فلا تعدل إلى المنفصل لا تعدل إلى المنفصل يعني مثلا تقول نعبدك يا ربي ولا يجوز أن نعبد
إياك يا ربي لأنه أمكن المجيء بالضمير المتصل لكن لو قدمت هذه الكاف وهو لا يبتدأ بها فلا يمكن الابتداء بها فإنك حينئذ تقول إياك نعبد فتأتي بالضمير المنفصل فإذاً كلما أن تأتي بالضمير متصلاً فلا تعدل إلى أن تأتي به منفصلاً كلما أمكنك ذلك ويستثنى من ذلك مسألتان:
المسألة الأولى: أن يكون العامل عاملاً في ضميرين، أولهما أعرف وليس مرفوعا أولهما أعرف من الثاني وليس مرفوعاًَ وذلك نحو قول الله عزّ وجلّ ? أَنُلْزِمُكُمُوهَا ? [هود:28] فهنا يجوز لك لو في غير
القرآن الكريم أن تقول أنلزمكم إياها لا مانع.
المسألة الثانية: هو أن يكون الضمير خبراً لكان أو لإحدى أخواتها فإنك مخير بين أن تأتي به متصلاً أو تأتي به منفصلاً، فتقول الصديق كانه زيد، تأتي به متصل ويجوز أن تقول الصديق كان إياه زيد، فإذاً أعيد
القاعدة مرة أخيره أنه كلما أمكنك المجيء بالضمير متصلاً فلا تعدل إلى انفصاله لا تذهب إلى انفصاله إلا في هذين الموضعين الذين ذكرتهما لكم وفى الضمير تفصيلات كثيرة لم أحب أن أتطرق إليها لأنها ستخرج بنا عن مستوى شرح هذا أو هذه المقدمة، فاكتفيت بذكر ما ذكرته لكم من الحديث عن الضمير وبعد هذا إن شاء الله تعالى سننتقل إلى نوع أو إلى باب جديد من أبواب المعارف وهو باب العلم لكنه سيكون إن شاء الله في لقاءنا القادم فأما الآن فأترك لكم الفرصة لتقديم الأسئلة وأرى الأسئلة الأيدي مرتفعة ومحتشدة، فتفضل يا شيخ.
سأل أحد الطلبة: