لا بأس أن نذكر في ختام هذا الموضوع ما يتعلق بـ"لعل" من ما ذكره المرادي في كتابه، قال المرادي: و"لعل" لها ثمانية معانٍ، أولها كما ذكرنا قبل قليل الترجي، ومنها قولك "لعل الله يرحمنا"، ففي هذا المثال رجاؤك رحمة الله، المعنى الثاني من معانيها الإشفاق، كقولك "لعل العدوَّ قادم"، فأنت تتوقع وصوله أو تخاف منه أو تشفق منه فتقول ذلك، من معاني "لعل" التعليل، ومنه قول الله عزّ وجلّ ـ على سبيل المثال، وهو كثير ـ ? وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ? [البقرة: 150] ، أي "ولتهدوا" والله أعلم، من معانيها كما ذكر المرادي الاستفهام، ومنه وقول الله عزّ وجلّ ? وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ? [عيسى: 3] ، قال لأن المعنى هنا "وما يدريك هل يزكّى"، فكأنها دالة على الاستفهام في هذه الآية الكريمة، قال ومن معانيها الشك، ومنه أن تقول وأنت شاكٌّ في مجيء شخص "لعله يجيء"، أنت تشك في مجيئه، وهذه بعض المعاني التي أوردها المرادي في كتابه "الجنى الداني في حروف المعاني"، وهو كتابٌ قيم ذكر فيه الحروف عمومًا وخاصة التي لها معانٍ متعددة أو مختلفة، منها حروف الجر، منها إنّ وأخواتها، منها "إلا" وهكذا، ذكر لها معاني متعددة.
هذه إنّ وأخواتها وقد انتهينا من الحديث فيها، ولا إشكال فيها إلا من ناحية تقدم أخبارها عليها كما ذكرتُ لكم أنه لا يجوز بإجماع، ومن ناحية توسط أخبارها بينها وبين أسمائها، وإلا فلا إشكالات فيها والحمد لله رب العالمين.