بالمناسبة يا أخ شريف همزة "إن" تُكسر بعد القول مطلقًا، بعد القول ومشتقاته، "قول" "يقول" "قال" "قل"، كلها اكسر همزة "إن" فيه موضع سنذكره إذا وصلنا باب "إن" وأخواتها إذا يسّر الله سبحانه وتعالى ذلك.
أكمل الطالب سؤاله:
جزاكم الله خيرًا فضيلة الشيخ، قلتم إن "لم" و"لمّا" بنفس المعنى، ولكن علمنا أن "لم" حرف نفي وجزم وقلب، و"لما" نفي وجزم وقلب، ولكن هناك فرق أن "لما" تفيد أنه لم يحدث هذا الفعل حتى القول، حتى قول هذه الكلمة،......، فنرجو التفصيل.
أجاب الشيخ:
أولا أنا لم أوازن بين "لم" و"لما"، وإنما قلت إن "لم" و"ألم" واحد، وإن "لمّا" و"ألمّا" واحد، فهمتني يا بني، هذا الذي قلته، هذا الذي أذكره، أما الموازنة بين "لم" و"لمّا" فيقولون بينها أربعة أوجه من الشبه وبينها أربعة أوجه من الاختلاف، فأما أوجه الشبه فهي:
1- أن كل واحدةٍ منهما حرف.
2- وأن كل واحدةٍ منهما للنفي.
3- وأن كل واحدة منهما للجزم.
4- وأن كل واحدة منهما تقلب معنى الفعل المضارع من الدلالة على الحال والاستقبال إلى الدلالة على الماضي.
أما الاختلاف بينهما فاثنان خاصّان بـ "لم"، واثنان خاصّان بـ "لمّا":
فأما "لم" تختص بجواز مصاحبتها للشرط:
1- ومنه قول الله عزّ وجلّ ? وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ? [المائدة: 67] ، ? وَإِنْ لَمْ ? ولا يجوز أن تقول "وإنْ لمّا"، هذه واحدة.
2- الثاني مما تختص به "لم" أنه يجوز انقطاع مجزومها قبل النطق بها، ومنه قول الله عزّ وجلّ ? هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ? [الإنسان: 1] ، ثم كان، يعني هو لمّا كان في بطن أمه لم يكن شيئًا مذكورًا، ثم خرج إلى الدنيا وصار شيئًا مذكورًا، ثم لما كبر صار ملكًا، صار كذا، صار كذا، صار كبيرً،......، هذه ما تختص به لم.