نام کتاب : تداخل الأصول اللغوية وأثره في بناء المعجم نویسنده : الصاعدي، عبد الرزاق بن فراج جلد : 1 صفحه : 453
وفي الحقّ أنّ ما ذهب إليه ابن قتيبة تأباه اللُّغة، ولهذا ردّوا عليه، وغلّطوه من وجهين:
الأوّل: ما ذكره الأزهرِيّ بقوله: "وقول القتيبيّ: أصل المِحال: الحِيْلَة: غلطٌ فاحشٌ، وأحسبه توهّم أنّ ميم المِحال ميم (مِفْعَل) وأنّها زائدة؛ وليس الأمر كما توهّمه؛ لأنّ (مِفْعلاً) إذا كان من بنات الثّلاثة - فإنّه يجيء بإظهار الواو والياء؛ مثل: المِزْوَد والمِرْوَد والمِجْوَل والمِحْوَر والمِزْيَل والمِعْيَر وما شاكلها، وإذا رأيتَ الحرف على مثال (فِعَال) أوّله ميمٌ مكسورةٌ فهي أصليّةٌ؛ مثل ميم: مِهَادٍ ومِلاكٍ ومِرَاسٍ ومِحَال، وما أشبهها"[1].
والوجه الثّاني ما ذكره أبو عليّ[2]؛ وهو أنّ المصادر لا تكون على (مِفْعَل) .
وثمّة لغةٌ في المِحَال؛ وهي فتح الميم، وقد قُرِئ بها في الشّواذّ[3]؛ وعليها يَصِحّ ما ذهب إليه ابن قتيبة؛ فالمَحال في هذه القراءة (مَفْعَل) من الحِيلة؛ إذ يقال: ما له حيلة ولا محالة؛ فيكون تقديره: شديد الحيلة عليهم[4]. [1] التّهذيب 5/95، 96. [2] ينظر: البصريّات 1/644. [3] وهي قراءة الأعرج والضّحاك، ينظر: مختصر في شواذّ القرآن 66، والمحتسب 1/356، والكشّاف 2/519، والدرّ المصون 7/33. [4] ينظر: المحتسب 1/356.
نام کتاب : تداخل الأصول اللغوية وأثره في بناء المعجم نویسنده : الصاعدي، عبد الرزاق بن فراج جلد : 1 صفحه : 453